أعلنت جامعة فلسطين التقنية خضوري، عن إطلاق منحة الشاعر الوطني الراحل أبو سلمى الكرمي تكريماً له في خدمة شعبه وقضيته، وذلك بحضور رئاسة وإدارة الجامعة وأعضاء نادي خريجي مدرسة الفاضلية، وخريجي جامعة خضوري، وجمعية أصدقاء خضوري، وبلدية طولكرم وغرفة تجارة وزراعة طولكرم، وأصدقاء وعائلة الشاعر أبو سلمى، وعدد من أعيان المجتمع الكرمي.
وفي كلمته قال رئيس الجامعة أ.د. حسين شنك "نلتقي اليوم لإطلاق منحة الشاعر والقائد الوطني الراحل والتربوي الإعلامي الثائر أبو سلمى الكرمي، للتأكيد على صيرورة واستمرار النضال، القائم على تمكين وبناء الأجيال وصقل وعيهم بعبر الماضي وتحديات المستقبل".
وأشار أ.د. شنك إلى أن الجامعة تعمل على تكريم شعرائها، والحفاظ على موروثهم الثقافي والنضالي من خلال سلسلة من النشاطات والفعاليات، أمثال الشاعر الكبير أبو سلمى الكرمي، مضيفاً إلى أن إطلاق المنحة باسم الشاعر بالشراكة ما بين الجامعة ونادي خريجي مدرسة الفاضلية وعائلة آل كرمي تأتي في ذات السياق الوطني.
وأثنى أ.د. شنك على دور أبناء المجتمع الكرمي وانتمائهم ودعمهم اللامحدود لجامعة فلسطين التقنية خضوري، مشيداً بعمق العلاقة التاريخية المتأصلة التي تجمع خريجي مدرستي الفاضلية ومدرسة ومعهد خضوري الزراعية التي أضحت اليوم جامعة ممتدة بفروعها في ربوع الوطن.
وخلال حفل الإطلاق أشاد رئيس نادي خريجي الفاضلية أ.د. فتحي أبو عرجة بجامعة فلسطين التقنية-خضوري ودورها المجتمعي والتعليمي، مؤكداَ على أهمية مؤازرة الجامعة ومسيرتها التعليمية بكافة السبل والوسائل المتاحة، وتمكينها من الاستمرار في تأدية رسالتها التاريخية في بناء الأجيال.
وفي كلمة لأسرة وعائلة الشاعر الراحل أبو سلمى الكرمي التي مثلها الدكتور بشار الكرمي، أشار إلى أن المنحة تأتي بالشراكة مع نادي الفاضلية وجمعية أصدقاء خضوري داعياً إلى إطلاق منح طلابية ومبادرات مجتمعية بأسماء الشخصيات الكرمية الوطنية والتاريخية والأدبية.
فيما تقدم رئيس بلدية طولكرم د. رياض عوض، باسم أهالي طولكرم بالشكر لجامعة "خضوري" وآل الكرمي ونادي خريجي الفاضلية على هذه المبادرة الطيبة وأكد أن هذه المنحة تظهر تكاثف المؤسسات والمجتمع المحلي داعياً إلى تعزيز ثقافة المبادرات المجتمعية.
من جهته تحدث الشاعر عبد الناصر صالح عن مسيرة الشاعر عبد الكريم الكرمي مشيراً إلى أن الشاعر تناول في أغلب شعره القضايا الوطنية داعياً إلى تحسين مستوى الوعي والثقافي والأدبي التي تعزز الهوية والثقافة الفلسطينية لدى الشباب عبر تأسيس مراكز ثقافية تحمل أسماء أهم الشخصيات الثقافية والوطنية في طولكرم ومن أهمها الجامعات بما فيها خضوري.
وفي الاتجاه ذاته شكر رئيس جمعية أصدقاء خضوري د. سليمان الخليل إدارة الجامعة وخريجي نادي مدرسة الفاضلية وآل الكرمي وأشاد بالتاريخ الوطني لعائلة الكرمي ومن ضمنهم الشاعر عبد الكريم الكرمي، وتحدث أيضاً عن أهمية شعره كما تطرق إلى خضوري وتاريخها وأهميتها كحاضنة تعليمية ووطنية وثقافية وعلى أهمية استمرار دعمها.
بدوره دعا غرفة تجارة وزراعة طولكرم أ. منير الدحلة إلى تعزيز ثقافة المبادرات المجتمعية في دعم التعليم والطلبة، ليس فقط على مستوى العائلات وذوي الشعراء والأدباء، بل على كافة المؤسسات الأهلية والشركات الخاصة ورجال الأعمال.
يذكر أن الشاعر الراحل عبد الكريم سعيد الكرمي "أبو سلمى" ولد عام 1909 في عائلة تقدر العلم والتعليم، وهو حاصل على جائزة اللوتس للأدب العالمية، وهو من قال عنه شاعر فلسطين الكبير محمود درويش انت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا.
التحق عبد الكريم الكرمي بسلك التعليم في القدس من خلال صديقه أديب فلسطين إسعاف النشاشيبي"، وفي المدرسة الرشيدية في القدس تعرف على صديقه الشاعر إبراهيم طوقان والتحق بمعهد الحقوق.
كما تعرض عبد الكريم لمضايقات حكومة الاستعمار البريطاني وفصل عام 1936 من سلك التعليم، إثر نشره قصيدة بعنوان يا فلسطين عبر مجلة الرسالة القاهرية.
لقد أرّخ أبو سلمى برائعته الشعرية "لهب القصيد" لملحمة الشعب الفلسطيني في ثورة عام 1936 حتى غدت قصيدته تلك أيقونة الثورة ورديفاً لها، فعمد الأحرار العرب إلى كتابة وتهريب القصيدة عبر الحدود، وترددت أبياتها شفاهية في الأقطار العربية.
كما شارك في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس عام 1964 الذي ولدت من رحمه منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني الأول والمجالس التي أعقبته، وشارك في أعماله حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى عام 1980.