آخر الأخبار

خضوري والثقافة ينظمان ندوة حول التراث الفلسطيني
  • 2025-10-14

خضوري والثقافة ينظمان ندوة حول التراث الفلسطيني

نظّمت جامعة فلسطين التقنية – خضوري من خلال المكتبة، وبالتعاون مع مكتب وزارة الثقافة والمجلس الاستشاري الثقافي، ندوة ثقافية بعنوان "دور المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية في حفظ وصون التراث الفلسطيني"، وذلك بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، في قاعة المكتبة بحضور ممثلي من مؤسسات المجتمع المحلي والمهتمين بالتراث والطلبة.
وافتتح الندوة مدير مكتبة الجامعة الأستاذ بسام القاسم مرحباً بالحضور، ومعبّراً عن اعتزازه بهذه الفعالية الثقافية التي تؤكد على أهمية التراث الفلسطيني كركيزة أساسية في بناء الهوية الوطنية، شاكراً جهود المشاركين في إنجاح الندوة، التي تأتي ضمن رؤية المكتبة لتعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي بدور المؤسسات التعليمية في حفظ الذاكرة الوطنية، مؤكداً أن المكتبة وفي إطار سياسة الجامعة تضع نفسها مركز إشعاع حضاري وعلمي وثقافي، تحمل على عاتقها إثراء التجربة الدراسية للطلبة، وبناء علاقات مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي بما يحقق المصلحة العامة والوطنية.
وبيّن مدير مكتب وزارة الثقافة في طولكرم، د. منتصر الكمّ، أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات تنظمها الوزارة في محافظات الوطن بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، تأكيداً على أهمية الموروث الوطني كعنصر أساسي في الهوية الفلسطينية وشاهد على عمق الارتباط بالأرض والتاريخ، مشيراً إلى أن التراث الفلسطيني، بمكوناته المادية والمعنوية، يشكل ركيزة في مواجهة محاولات طمس الهوية، داعياً إلى تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية والثقافية لصونه ونقله للأجيال القادمة، شاكراً الجامعة على استضافتها لهذه الفعالية الوطنية وحرصها الدائم على دعم الأنشطة الثقافية الهادفة إلى حماية التراث وتعزيز الوعي بأهميته.
وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، من بينهم الإعلامي د. أسامة عبد الله الذي أدار الندوة وتطرق لأهميتها في ظل الهجمة الشرسة والحرب الوجودية التي يشنها الاحتلال على كل ما هو فلسطيني، ما يستلزم وقفة جادة من مكونات المجتمع الفلسطيني كافة، لحماية السردية الفلسطينية وهويتها.
وبيّنت عضو الهيئة الإدارية في مركز تنمية الطفل، أ. مها حنون، أهمية الدور الذي تؤديه المراكز الثقافية في رفع الوعي المجتمعي تجاه التراث الفلسطيني، مؤكدة أن العمل على صون الموروث يجب أن يبدأ من الطفولة عبر ربط الأجيال الناشئة بجذورهم الثقافية والتاريخية.
وأوضحت حنون أن غرس قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية في نفوس الأطفال يسهم في حماية التراث من الاندثار، ويجعلهم أكثر ارتباطاً بذاكرة المكان وتفاصيل الحياة الفلسطينية القديمة، مشيرة إلى أن المراكز الثقافية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الجانب من خلال برامجها التوعوية والأنشطة الهادفة التي تُعيد إحياء الموروث الشعبي وتعزّز التواصل بين الماضي والحاضر.
ومدير مركز التوثيق في الجامعة د. عبد الله محمود أن الجامعة تحرص على أن يكون لها دور فاعل في الحفاظ على التراث الفلسطيني، وهو ما يعد واجب وطني ومسؤولية جماعية، متحدثاً عن دور الجامعات في تعزيز الوعي الوطني والثقافي للمجتمع الفلسطيني والأجيال الشابة، وتعريفهم على مختلف مكونات التراث المنقولة سواء أكانت حسية أو شفوية أو مادية، كالعادات والتقاليد، أو الأغاني الشعبية والقصص والفلكلور، أو المقتنيات والأدوات التراثية، والعمل على مواجهة محاولات سرقة التراث وتزييفه، ما يعد ركيزة أساسية من ركائز الوجود والصمود للشعب الفلسطيني.
ومشرف النشاط الثقافي في تربية طولكرم أ.محمد زايد، والإعلامي معين شديد، حيث تناولوا في مداخلاتهم أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية في حماية الموروث الفلسطيني، وتعزيز الوعي بأبعاده التاريخية والاجتماعية والجمالية لدى الأجيال الشابة.
ومن جانبه، أشار مشرف النشاط الثقافي في مديرية تربية طولكرم، الأستاذ محمد زايد، إلى أهمية دمج التراث الفلسطيني في العملية التعليمية والأنشطة المدرسية، لما لذلك من دور في ترسيخ قيم الهوية والانتماء لدى الطلبة موضحاً أن المدارس تُعدّ بيئة خصبة لتعزيز الوعي الثقافي وتنمية الحس الوطني من خلال إدماج عناصر التراث في الفعاليات الفنية والموسيقية والمسرحية، مؤكداً أن التربية تسعى دوماً إلى جعل التراث جزءاً حياً من التجربة التعليمية اليومية، حفاظاً على الموروث وتعزيزاً للانتماء الثقافي لدى الجيل الجديد.
بدوره أكد الإعلامي معين شديد أن التراث الفلسطيني ليس مجرد موروث ثقافي أو فني، بل هو ركيزة أساسية في صياغة الهوية الوطنية ومقاومة محاولات الطمس والاستيلاء على التاريخ الفلسطيني. وأوضح أن اندثار التراث يمثل تهديداً مباشراً للوعي الجمعي ولحق الشعب الفلسطيني في تذكر جذوره والتشبث بأرضه وهويته، مشدداً على أن الحفاظ على التراث هو جزء لا يتجزأ من النضال الوطني والسياسي للحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وأشار شديد إلى الدور المحوري للإعلام الفلسطيني في حماية الموروث الوطني، من خلال توظيف كافة الوسائل الإعلامية الحديثة، بما في ذلك البرامج الوثائقية، والتقارير الاستقصائية، والمنصات الرقمية، لإبراز القيم الثقافية والتاريخية للموروث الشعبي الفلسطيني ونشرها على نطاق واسع، بما يضمن تواصله مع الأجيال الحالية والمستقبلية.مشدداً على أن التعاون بين المؤسسات التعليمية، والمراكز الثقافية، والإعلام الوطني يشكل خط الدفاع الأول للحفاظ على التراث، فكل نشاط توثيقي أو إعلامي يُسهم في تعزيز وعي الأجيال بحقهم في معرفة تاريخهم، وفي صون ذاكرة شعب مقاوم يرفض أن تُمحى رواياته وحكايات أجداده، ويصر على أن يظل التراث الفلسطيني حيّاً شاهداً على النضال والثقافة والانتماء للأرض.
وتم خلال الندوة فتح باب النقاش أمام الحضور، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لطرح الأسئلة وتبادل الآراء حول سبل صون التراث الفلسطيني وتعزيز دوره في العملية التعليمية والثقافية والإعلامية، بما يعزز الوعي الجماهيري ويكرّس الانتماء الوطني للأجيال الصاعدة.