نظّمت جامعة فلسطين التقنية – خضوري، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار ، فعاليات يوم الزي الفلسطيني في رحاب حرمها الجامعي بمدينة طولكرم، بمشاركة رسمية وشعبية واسعة جسّدت روح الانتماء والتكامل في الحفاظ على الهوية الوطنية وصون الموروث الثقافي.
وحضر الفعالية عطوفة محافظ محافظة طولكرم اللواء عبد الله كميل، ومعالي وزير السياحة والاثار هاني الحايك، رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور حسين شنك ، إلى جانب ممثلين عن الغرفة التجارية والمؤسسات الرسمية والأمنية والأهلية، وجمعية الزي الفلسطيني، وعدد من الأكاديميين والطلبة.
في كلمته، رحّب الأستاذ الدكتور حسين شنك بالحضور، مؤكداً أن هذا اليوم الوطني وما يحمله من رمزية، يأتي تتويجاً لقيم الانتماء والتمسك بالهوية، مشيراً إلى أن احتضان الجامعة لفعاليات يوم الزي الفلسطيني هو جزء من رسالتها الوطنية والتربوية، ويعكس إصرارها على جعل فضاءاتها منبراً دائماً لتعزيز الصمود الثقافي، والحفاظ على الهوية الفلسطينية في وجه محاولات الطمس والتهويد.
وأضاف أن الجامعة، رغم ما تمر به فلسطين من ظروف صعبة، استطاعت أن تواصل عملها الأكاديمي والإداري، وحققت إنجازات نوعية محلية ودولية، أبرزها دخولها في تصنيف QS العالمي لأول مرة، وتقدمها ضمن الفئة 401–600 في تصنيف "التايمز العالمي للتأثير"، بما يعكس التزامها برسالتها العلمية والتنموية والارتباط الوثيق بمحيطها الوطني والمجتمعي.
وشدّد الأستاذ الدكتور حسين شنك على أن أبواب الجامعة ستبقى مفتوحة لكل المبادرات والشراكات الوطنية التي تسهم في صون الهوية، وخدمة التعليم والثقافة والتنمية، في سياق معركة الصمود وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، أكد عطوفة اللواء عبد الله كميل أن الزي الفلسطيني ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو جزء أصيل من الذاكرة الجمعية والهوية الوطنية التي لا يمكن اقتلاعها، مشدداً على أن الحفاظ عليه هو شكل من أشكال النضال الثقافي. وقال: "الزي الفلسطيني ليس فقط جزءاً من التراث، بل هو تعبير صادق عن الهوية الوطنية التي لا يمكن أن تُمحى أو تُسرق، وإن حفاظنا عليه هو جزء من معركة الوعي والانتماء". وأشاد بدور الجامعة في تبنّي القضايا الوطنية واحتضانها للفعاليات التي تعزز من حضور الوعي الثقافي لدى الطلبة.
بدوره بين معالي الوزير هاني الحايك أن يوم الزي الفلسطيني هو مناسبة متجددة لتجسيد معاني الاعتزاز بالتراث والانتماء، موضحًا أن هذا الزي لم يكن يوماً مجرد ملبس، بل هو سجلٌ بصري لذاكرتنا الوطنية، يُحاكي تاريخ المدن والقرى الفلسطينية، وينقل تفاصيل الأرض والمكان والانتماء.
واضاف قائلا " هنا، من طولكرم، نُجدّد تمسكنا بثوبنا، بحكايتنا، بثقافتنا التي ورثناها عن الأمهات والجدات، فالتطريز مقاومة، والزي هوية، وهو خط الدفاع الأول ضد محاولات التهويد". وأضاف أن وزارة السياحة والآثار، بالشراكة مع وزارة الثقافة وكافة المؤسسات، تضع الحفاظ على هذا الزي في مقدمة أولوياتها كأداة فعالة في حماية الهوية الثقافية ومواجهة محاولات السلب والسرقة.
وشهد الفعالية افتتاح معرض تراثي شامل نُظم بالتعاون مع جمعية الزي الفلسطيني، وضم أزياءً تقليدية من مختلف محافظات الوطن، ومطرزات يدوية وأدوات فخار ومأكولات شعبية، عكست ثراء الثقافة الفلسطينية وتنوعها الجغرافي والرمزي. وتفاعل الحضور مع فقرات فنية وتراثية قدمها طلبة الجامعة وطلبة مدارس طولكرم، احتفاءً بالزي الفلسطيني وأصالته.
ومن جهته، عبّر ممثل مجلس اتحاد الطلبة في جامعة خضوري عن اعتزاز طلبة الجامعة بإحياء هذا اليوم الوطني، مؤكداً أن "الزي الفلسطيني ليس زيًّا تقليديًا فحسب، بل هو راية تُمثلنا، ونحن كطلبة نعتز بإحياء هذه الفعاليات التي تُذكرنا بجذورنا ومسؤولياتنا تجاه قضيتنا"، مضيفاً أن الطلبة سيواصلون دورهم في حمل رسالة الثقافة والانتماء إلى جانب رسالتهم الأكاديمية.