آخر الأخبار

  • 2021-12-23

خضوري تحتضن حفل إشهار كتاب عنوان عودة الجذور... حصاد الذاكرة .. قرية قنير المهجرة للكاتب م. سليمان الزهيري

أطلق المهندس الكاتب سليمان الزهيري، كتابه الذي حمل عنوان "عودة الجذور... حصاد الذاكرة .. قرية قنير المهجرة" وذلك في مكتبة جامعة فلسطين التقنية - خضوري برعاية رئيسها أ.د. نور الدين أبو الرب، وبإشراف المركز الوطني للتوثيق، وذلك في حفل إشهار حضره نخبة من المؤرخين، والمثقفين والمجتمع المحلي من المهتمين في التأريخ لفلسطين. وفي افتتاح الحفل رحب أستاذ التاريخ د. عدنان ملحم الذي -سيّر الحفل- بالحضور شاكرا الجامعة على احتضان حفل إشهار هذا الكتاب واصفا إياه بالرائع لأنه لا يتحدث عن قرية قنير المهجرة وحدها، بل يتحدث عن وطن بكامله. بدوره رحب أ.د. أبو الرب بالحضور، مؤكدا على أهمية الإسهامات بشتى مجالاتها التي تحافظ على ديمومة الشعب الفلسطيني ونضاله في سبيل الحرية والاستقلال، مطلعا الحضور على أحدث ما وصلت إليه الجامعة في المجال الأكاديمي والبحثي، فالجامعة تعمل بجد على التميز في مختلف المحافل، فهي اليوم ضمن الجامعات التي يشار إليها في البنان، ومجلتها من أفضل المجلات في الوطن، وأبحاثها التطبيقية يتم تداولها عالميا، والباحثون فيها يحصدون جوائز عالمية ويقودون جامعات دولية في البرامج الأوروبية. مشيرا أنه ليس بالغريب على هذا الصرح العلمي أن يكون القائم بأعمال مجلس أمنائه كاتب وفي للوطن كالمهندس سليمان الزهيري، الذي ينقل التاريخ الفلسطيني بعمل أدبي إبداعي يجسد تاريخ شعب بأكمله ومعاناته من خلال قريته قنير. من جانبه شكر الكاتب الزهيري الجامعة وكل من أسهم في إنجاح نشر هذا الكتاب الذي هو إنجاز أدبي يتكئ على التاريخ، لإثبات أن قنير هي امتداد للحضارة العربية الكنعانية، وتناول الكتاب في محاوره الرئيسة، حياة قرية قنير بكل تفاصيلها كالحياة اليومية، ومقاومتها للاحتلال، وصولا إلى المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال وعملية التطهير العرقي، مبينا أن الكتاب لا يحد من الرواية جغرافيا بقرية قنير بل يمتد إلى القرى المجاورة التي عاشت المأساة ذاتها، وصولا إلى المخيمات، وخص بالذكر مخيم نور شمس، وشخصية الشاعر علي فودة لتجسد معاناة جيل فلسطيني كامل. وقدم د. عدنان ملحم قراءة في الكتاب مبينا دوره في تثبيت حقيقة أن فلسطين أرض عربية كنعانية، وأن الصراع في فلسطين ليس على الأرض فقط، وإنما على الرواية، فتناول المؤلف السرد التاريخي منتقلا إلى قنير لتكون نموذجا لباقي القرى، ونموذجا يفضح المشروع الصهيوني الذي حاصر القرية بالمستعمرات. من جهته بين الشاعر د. متوكل طه أن الكتاب بدأ من قنير ليرى كل أنحاء فلسطين، متطرقا إلى ضرورة التعريب في جامعاتنا الفلسطينية، وقصد بالتعريب ليس اللغة بل أن يتم نقل الشارع الفلسطيني إلى قاعة المحاضرات والمناهج، ليطل الطلبة على ظواهر المجتمع كلها، مبينا أن حفل إشهار الكتاب يأتي ضمن الأنشطة اللامنهجية التي يجب على الجامعات تكثيفها، ليبقى الطلبة على صلة وثيقة بالتاريخ الفلسطيني، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتجلى من خلال الشرعية التاريخية، والشرعية الدينية على الأماكن المقدسة، والاستلاب الثقافي، مؤكدا أن الفلسطينيين مطالبين بتأصيل التاريخ الفلسطيني، فالمحاولات الفردية مهمة لكنها غير كافية، فيجب أن يكون هناك حراك مؤسسي منظم لتكوين قاعدة صلبة في الخطاب الفلسطيني الموجه للعالم؛ لدحض الرواية الإسرائيلية، وكل محاولات الاحتلال لتفريغ الفلسطيني من محتواه، فيجب على كل فلسطيني أن يكتب عن قريته وبلده، لسد الثغرات التي تنخر جدار روايتنا الفلسطينية، مبينا أن الكتاب يسد ثغرة كبيرة ويحفر عميقا في تاريخ فلسطين. وبين مساعد رئيس الجامعة للتعاون الدولي د. ضرار عليان في مداخلته حول "كيف سندخل الرواية الفلسطينية إلى المناهج" عن آليات عملية لإدخال الرواية الفلسطينية في المناهج الفلسطينية في المدارس والجامعات، مؤكدا أن الكتاب مبادرة طيبة تشجع الآخرين على الكتابة حول حياة الفلسطينيين بكل تفاصيلها، كالأفراح والأتراح، والمناسبات، والمواسم، وكل ما يتعلق بالفلسطيني من أجل إبقاء الرواية الفلسطينية حية، وهذه أمانة في أعناق الكل الفلسطيني، مع ضرورة إثراء المحتوى العربي الفلسطيني وتوثيق التاريخ، وإقامة المسارات وغيرها من الأنشطة التي تربط الجيل الجديد بتاريخ الأجداد. وقدم عميد كلية الحقوق في جامعة الاستقلال د. عبد الله محمود، في مداخلته قراءة قانونية للكتاب مبينا العلاقة بين الرواية الفلسطينية والقوانين الدولية، موضحا العديد من المحاور القانونية التي تتعلق بحق الفلسطينيين بالأرض، مبينا التقسيمات الإدارية التي عاشتها فلسطين على مر العصور ومختلف فترات الحكم المتوالية عليها وصولا إلى النكبة، مثنيا على الكتاب الذي وصفه بأنه ينعش الذاكرة الفلسطينية بعروبة أرض فلسطين. وفي ختام الحفل تم فتح باب النقاش مع الحضور ومناقشة مقترحاتهم.