أطلقت جامعة فلسطين التقنية – خضوري، أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان "الإعلام والقضية الفلسطينية في ظل التحول الرقمي – الواقع واستشراف المستقبل"، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى، وذلك بحضور شخصيات وطنية وإعلامية وأكاديمية مؤثرة، وباحثين وممثلين عن الإعلام الرسمي وغير الرسمي، بهدف مناقشة التحديات الإعلامية التي تواجه القضية الفلسطينية واستشراف مستقبل الخطاب الإعلامي في ظل التحول الرقمي.
وفي كلمته ممثلاً لرئيس الوزراء د. محمد مصطفى؛ نقل وزير التربية والتعليم العالي أ. د. أمجد برهم للحضور تحيات رئيس الوزراء ومباركته للجهود المبذولة في هذا المؤتمر الهادف والمتميز، مشدداً على الدور المهم والمحوري للإعلام إظهار الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال ومُخططاته الخبيثة، وكذلك دعم ومُساندة القضية والرواية الفلسطينية.
وأضاف برهم أنَّ هذا المؤتمر يأتي في ظل إبادة جماعية متواصلة يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وهو مؤتمر يرفع صوت الحق ضد الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال المتواصلة، مُتطرقاً إلى تدمير الاحتلال أكثر من 85% من مباني الجامعات في قطاع غزة، وقتل العلماء والمُبدعين والأكاديميين والمُعلمين وطلبة المدارس والجامعات، في محاولة لقتل الأمل والمُستقبل في نفوس المُواطنين الفلسطينيين.
وأكد الوزير دعم رئيس الوزراء لهذا المؤتمر والباحثين، شاكراً كل القائمين على المؤتمر، مُتمنياً النجاح والتوفيق والخروج بتوصيات وخطوات عملية ذات أثر إيجابي ملموس لصالح دعم السردية والرواية والقضية الفلسطينية، مشدداً على الصمود الفلسطيني الأبدي على هذه الأرض المباركة.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، أكد رئيس جامعة فلسطين التقنية – خضوري، الأستاذ الدكتور حسين شنك، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد ودقيقة تمر بها القضية الفلسطينية، وفي وقت يشهد فيه الإعلام تحولات نوعية بفعل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، مشيرًا إلى أن الإعلام بات ساحة مركزية للصراع، ومنصة لتشكيل السرديات وتحريك المواقف السياسية.
وأكد ا.دشنك على أهمية الحوار العلمي والتناول البحثي المتعمق لمحاور المؤتمر بما يعزز من دور الإعلام في مقاومة الاحتلال وتثبيت الرواية الوطنية الفلسطينية في الوعي المحلي والدولي.
وأضاف ا.د. شنك أن الجامعة تمكنت، رغم التحديات، من الحفاظ على انتظام العملية التعليمية، وتقدّمت في تصنيفات عالمية مرموقة مثل تصنيف QS وتصنيف "التايمز العالمي للتأثير"، وهو ما يعكس التزامها بسياسات الحكومة في دعم البحث العلمي وتعزيز الحوكمة والتبادل الطلابي، والبرامج التقنية التطبيقية.
وأوضح أن الجامعة وبدعم من وزارة التعليم العالي والاعتماد والجودة، حصلت مؤخرًا على الموافقة لاستحداث كلية العلوم الطبية المساندة، تعزيزًا لرسالتها الأكاديمية.
وفي السياق ذاته، تقدم شنك بالشكر لرئيس الوزراء لرعايته للمؤتمر، مثمنًا جهود اللجان التحضيرية والعلمية والإعلامية، وموجهاً شكره الخاص للمشاركين والمتحدثين والباحثين، ولشركة أوريدو لدعمها، مؤكداً على أن نجاح هذا الحدث يعكس تضافر الجهود كافة في سبيل خدمة فلسطين وخطابها الإعلامي.
من جهتها،أكدت محافظ محافظة رام الله والبيرة، الدكتورة ليلى غنام، على أهمية الإعلام الفلسطيني في الحفاظ على الهوية الوطنية والصورة الحقيقية، مشددة على دوره في تفنيد روايات الاحتلال وكشف زيفها. وثمّنت غنام دور جامعة خضوري في تنظيم هذا المؤتمر المحوري الذي يواكب بين التكنولوجيا الرقمية وتحولاتها وبين الرسالة الإعلامية الوطنية، داعية إلى تفعيل الدور الإعلامي الفلسطيني في ظل المستجدات التقنية العالمية.
من جهته، اعتبر المشرف العام على الإعلام الرسمي د. أحمد عساف أن المؤتمر يُعد مبادرة بالغة الأهمية، تأتي في وقت يواجه فيه شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس عدوانًا شاملاً، من قتل واعتقال وتهجير وقصف ممنهج. وأوضح أن المعركة على الرواية الفلسطينية مستمرة منذ أكثر من قرن، وكان الإعلام أحد أكثر أدوات الصراع تأثيرًا، حيث تمتلك الصهيونية ترسانة إعلامية ضخمة مكّنتها من التأثير على الرأي العام العالمي، بينما كان الفلسطينيون يفتقرون لأدوات التأثير.
وأشار د. عساف إلى أن الحرب الدائرة في غزة أثبتت أن الإعلام الجديد بات أحد أهم أدوات المواجهة، حيث ساهم في فضح جرائم الاحتلال أمام العالم، رغم محاولات الاحتلال إسكات الصحفيين بقتلهم وذويهم.
وأكد د. عساف على أن الإعلام الفلسطيني بحاجة إلى تضامن واسع النطاق مع الصحفيين ومؤسسات الإعلام الحرة عالميًا، داعيًا إلى الاصطفاف مع الحقيقة، لأن الحق الفلسطيني لا يمكن طمسه. وختم كلمته بالتأكيد على أن فلسطين تستحق كل الجهد، وأن النصر سيكون حليف الحقيقة.
بدورها، أكدت رئيسة المؤتمر الدكتورة ولاء البطاط، على المؤتمر يكتسب أهميته من محاوره العلمية النوعية، وطبيعة الجلسات والمشاركين فيه، الذين جرى اختيارهم بعناية من المستويين المحلي والدولي، بهدف تقديم محتوى بحثي وإعلامي قادر على ملامسة الواقع الفلسطيني، ومواجهة التحديات الراهنة بوعي علمي ومهني.
وأشارت إلى أن المؤتمر يشكل منصة أكاديمية وإعلامية هامة لبلورة خطاب إعلامي وطني متجدد، يسند الرواية الفلسطينية، ويعزز مكانتها في الفضاء الرقمي.
يذكر ان المؤتمر تضمن
أربع جلسات رئيسية وجلسات علمية متزامنة، حيث تُعقد الجلسة الأولى تحت عنوان "السردية الإعلامية والخطاب التفاعلي: آفاق دعم الرواية الفلسطينية"، ويشارك فيها الدكتور أحمد عساف، والأستاذ الدكتور عمرو الليثي، والدكتورة ولاء بطاط، والدكتور وسام عامر. وتناقش الجلسة الثانية "الإعلام الرقمي والرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية: التأثير والاستراتيجيات"، بمشاركة الدكتور محمد أبو الرب، والأستاذ محمود حريبات، والأستاذ معتز عزايزة، والأستاذة دانا أبو خضير. أما الجلسة الثالثة فتركز على "انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الصحفيين الفلسطينيين: الواقع والتحديات"، ويشارك فيها الأستاذ ناصر أبو بكر، والأستاذ شعوان جبارين، والأستاذة يافا أبو عكر، والأستاذ عميد شحادة. وتتناول الجلسة الرابعة موضوع "القضية الفلسطينية في الإعلام العربي والدولي: التغطية والتحديات"، بحضور الأستاذة منى الخليلي، والأستاذة الدكتورة جولتان حجازي، والأستاذ عصمت منصور.
وتم خلال المؤتمر عثد جلسات علمية متزامنة شهدت مناقشات في صناعة الإعلام، وتسليط الضوء على التحديات المهنية والمفاهيمية التي تواجه الإعلاميين الفلسطينيين.