نظمت جامعة فلسطين التقنية _ خضوري ممثلة بمركز الكفايات للأزياء وعمادة الشؤون الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية،بالشراكة مع وزارة الثقافة واستكمالا لفعاليات التراث، ندوةً بعنوان " اللون والرمز في التطريز الفلسطيني"، تحدثت فيها د. منتصر الكم مدير مكتب وزارة الثقافة في طولكرم، ونادية عرسان الناشطة في التراث والتطريز، وأ. سامر الصعبي ، بحضور عميد كلية الدبلوم د. فراس اصليح، وأعضاء من الهيئة التدريسية ورؤساء أقسام الدبلوم، ورئيس وأعضاء نقابة أصحاب المشاغل و طلبة قسم الأزياء في الجامعة، وذلك في قاعة مركز كفايات
وفي كلمته الترحيبية تحدث أ.سامر الصعبي، مدير مركز الكفايات عن أهمية التراث الفلسطيني في إبراز هويتنا الوطنية سواءً في الملبس أو المأكل أو نمط الحياة اليومية، وعلى أهمية التمسك بالهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني من خلال العودة إلى التراث الذي يحيي فيه شعبنا ماضيه وحاضره ويجسد فيه ملامح مستقبله المشرق.
وقال د. منتصر الكم : " يعد التراث الفلسطيني من المرتكزات الأساسية للهوية الفلسطينية، إذ تتجلى في جل مكوناته خصوصيتنا كشعب عريق في تراثنا المادي وغير المادي، الضارب جذوره في عمق التاريخ".
وتحدث الكم عن الألوان في الزي الفلسطيني التقليدي التي تحمل معانٍ ورموزاً ثقافية فنية وتعبر عن هوية وأصالة التراث الفلسطيني، فنجد أنه يطغى عليها اللونين القرمزي والأرجوانيّ، وهذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنسوجات الكنعانيّة، كما يكثر استخدام اللونين الأسود والأبيض، لما لهما من معان في حياة الفلسطينيّ، فالثوب الأسود المُطرز تطريزًا بسيطًا وخفيفًا، عادة ما يكون للعمل اليومي، بينما تكثر في الثوب الأبيض النقوش والمُطرّزات والرسوم نظرًا لخصوصيّته لدى المرأة الفلسطينية في الاحتفالات والأفراح والمناسبات الاجتماعية.
كما تحدث عن الرموز ومقياس أهميّتها هو مكان وجودها على الثوب، والمساحة المُطرّزة عليها، فنجد عروق الورد و قطوف العنب وسعف النخيل موزعة على المناطق الجانبية الثانوية من الأثواب، محصورةً في شريط طويل، أما الرموز الأساسية فتأخذ مساحة أكبر في صدر الثوب أو في ذيله الخلفي، مثل رموز الزهرة، الحصان، الدجاجة، السرو. القمر، وغيرها من الرموز، التي يرجع اختيارها وتسميتها ورمزها للمرأة التي تطرزه، ولمتطلبات الحياة والبيئة التي تعيش فيها.
فيما أكدت نادية عرسان على أن الزي الفلسطيني التقليدي هو جزءٌ لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية لا بل هو وثيقة تثبت وجودنا التاريخي على هذه الأرض منذ القدم وارتباطها بالإرث الحضاري للمنطقة العربية ترويها الأمهات والجدات في كل مدينة وقرية فلسطينية ، ووجهت رسالةً للفتيات بأن يقمن بتطريز أثوابهن الخاص بأنفسهن، والافتخار والاعتزاز بهذا الزي التراثي العريق.
وتحدثت عن الثوب الخليلي كنموذج، وقالت : " ثوب الخليل هو قطعة من الفن والتراث الفلسطيني الأصيل، مشهورة بأثوابها القروية المنسوجة يدويًا بالنول والمصبوغة بالنيلة الزرقاء، خاصة في القرى. تميزت قرى الخليل بأثوابها المطرزة بكثافة وتعدد ألوانها ورسوماتها".
وأضافت: أنماط التطريز في أثواب الخليل متنوعة بين الزهرية والهندسية، وأكثرها شيوعًا هو الشكل المثلثي على منطقة الصدر والمعروف بـ "الأقواس". في منتصف الأقواس، تتجلى أنماط زهرية وهندسية أخرى، فيما عرضت نموذجين من الأثواب الخليلية إحداها خفيف التطريز وهو خاص بالمرأة كبيرة السن، وثوب غزير التطريز الخاص بالفتيات.
وفي نهاية الندوة تم الإجابة عن استفسارات وأسئلة الطالبات.