ندوة في خضوري حول الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس


نظمت وحدة العلاقات العامة في جامعة فلسطين التقنية خضوري، ندوة بعنوان الانتهاكات الاسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، في ظل تصاعد الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة بحق المقدسات في القدس ومحاولة تقسيمها مكانيا وزمانيا، وذلك بحضور حشد من الطلبة وأسرة الجامعة وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة طولكرم وبمشاركة الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في منظمة التحرير الفلسطينية د.حنا عيسى ورئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى د.ناجح بكيرات، وأستاذ القضية الفلسطينية في جامعة خضوري د.محمد اشتيوي، وأستاذ اللغة العبرية في الجامعة أ. علي الجريري. وفي بداية الندوة قدم الجريري عرضاً مصوراً حول منهجيات التهويد في المدينة المقدسة عبر قيام إسرائيل ببناء البؤر الاستيطانية في قلب الأحياء العربية كما حدث في حي راس العمود ومصادرة منازل المقدسين ضمن إطار ممنهج وغياب الجهد العربي والفلسطيني لإنقاذ تلك البيوت المستهدفة. وفي مداخلته أكد الجريري ان ما يزيد عن 5 آلاف مسمى عربي وإسلامي في المدينة تم تغييرها وترجمتها إلى أسماء يهودية إسرائيلية، وبين أن إسرائيل تنشط على مدار الساعة على ترجمة مسميات الأمكنة في القدس لغايات التهويد باستخدام شتى الطرق والأساليب . وأشار الى ان إسرائيل فرضت مظاهر تهويدها لأسماء المعالم والعربية والإسلامية، عبر قيامها بإطلاق المسميات الإسرائيلية على أروقة وأزقة وشوارع المدينة، سارقة بذلك من الذاكرة الأسماء العربية والإسلامية، بهدف تغيير معالم هوية المكان والزمان. كما استعرض العديد من الأمثلة على ذلك منها تغيير وترجمة مغارة "سليمان" إلى مغارة "الصديق ياهو"، و"باب النبي داوود" إلى "باب صهيون"، و"باب المغاربة" إلى "باب الزبالة" و"ميدان عمر بن الخطاب" إلى "ميدان داوود"، و"قلعة القدس / يبوس" إلى "قلعة داوود"، و"طريق المناضلين" إلى "طريق اليهود " . من جانبه أكد حنا عيسى على أنّ القدس تتعرض لأقسى أنواع التهويد والتهجير وتزوير وسرقة التاريخ. معطياً شرحاً عن تاريخ المدينة المقدسة وحالة التعايش الإسلامية المسيحية عبر التاريخ والتحولات السياسية وجهود منظمة التحرير للحفاظ عليها. مشيراً إلى مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى إلى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة في القدس، ناهيك عن طموحات إسرائيل من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل حول مدينة القدس الشرقية وتوطيد سيطرتها على البلدة القديمة وبناء ما يزيد عن 105 كنيس وتهجير ساكنيها من مسيحيين ومسلمين، وتهويد المقابر ودفع الصراع إلى الوجدي القائم على الأرض باتجاه ومسميات الصراع الديني، وتبنى منهجية وأسلوب السياسة الناعمة. وقال الأمين العام عيسى، "يجب حماية الممتلكات العربية الفلسطينية في المدينة المقدسة، والحفاظ على طابعها العربي الإسلامي – المسيحي ، ومواجهة التزييف والتزوير في الحقائق، وإعادة الواقع العربي الفلسطيني في المدينة، ومواجهة الواقع الإسرائيلي الباطل، حيث أنه لا معنى للدولة الفلسطينية إلا إذا كانت القدس بؤرتها الناصعة وجذوتها المتوقدة ". من جانبه أكد د. بكيرات على أن مصير مدينة القدس هو بحفظ الله ورعايته، وليست بيد الصهاينة والأمريكان وان الحفاظ عليها يكون بمدى وحجم الجهد الوطني وخاصة من قبل الجيل الشاب والمطلع، والى إبقاء قضية فلسطين والقدس قضية محورية في حياة الشاب والطلبة الجامعيين. داعيا مقاطعة إلى مقاطعة الكيان الصهيوني وعدم التطبيع معه وخاصة الدول العربية والإسلامية والتي تقيم علاقات معه والى الإبقاء على خيار المقاومة بكافة أشكالها وعدم التنازل والتفريط بموضوع المسجد الأقصى المبارك وإعادة قضية المسجد الأقصى على رأس سلم أولويات الأمة العربية والإسلامية والى إعادة الروحانية والقداسة للمسجد الأقصى والقيام بحملة توعية شاملة محلية وعالمية يشارك فيها الإعلام بكل وسائله والجامعات والمؤسسات الرسمية والشعبية والى تفريغ مختصين لإعداد دراسات تاريخية وأثرية وميدانية وتحليلية عن الأقصى والقدس. من جانبه قدم استاذ القضية الفلسطينية في جامعة خضوري محمد اشتيوي شرحاً حول دور الاعلام وواقعه في الحفاظ على مدينة القدس ومقدساتها، مبينا مدى ضرورة توحيد الخطاب الفلسطيني تجاه القدس وتكريس المسميات. كما دعا اشتيوي إلى ضرورة استثمار التكنولوجيا والقدرات الاعلامية الفلسطينية في مواجهة عملية التزوير والتهويد والاسرلة التي تعززها وسائل الاعلام الاسرائيلية والصهيونية. ودعا اشتيوي رأس المال الفلسطيني والعربي والإسلامي الى توجيه اهتماماته نحو استثمار امواله في دعم انشاء فضائية ترتكز على القدس، وتتقن مخاطبة المجتمع الدولي. وفي ختام الحفل الذي تم تكريم المتحدثين على جهودهم في خدمة المدينة المقدسة والحفاظ عليها من خلال مشاركاتهم الميدانية والبحثية والعلمية، أعلن نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د.رزق سليمية أن الجامعة ستعمل على تعميق التركيز على مدينة القدس من خلال مساق القضية الفلسطينية وغيرها من مساقات الثقافة العامة.