انطلقت اليوم، الأحد 21 أكتوبر 2024، وتحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي د. أمجد برهم فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الثاني لأبحاث طلبة الدراسات العليا في جامعة فلسطين التقنية – خضوري في ظل وقت تتزايد فيه أهمية البحث الأكاديمي لمواجهة التحديات الراهنة في المجتمع الفلسطيني، وذلك بهدف تعزيز دور الدراسات العليا في إنتاج أبحاث علمية متميزة تخدم التنمية الشاملة، وذلك بحضور وزير التربية والتعليم العالي د. أمجد برهم، ونائب رئيس مجلس امناء الجامعة م.سليمان الزهيري ورئيس الجامعة ا.د.حسين شنك ومستشار الإيسيسكو أ.د. مروان عورتاني، ونائب محافظ طولكرم أ. فيصل سلامة، ، إضافة إلى رؤساء جامعات فلسطينية وكبار الأكاديميين والباحثين وطلبة الجامعة وممثلي المؤسسات الرسمية والأمنية والمجتمعية.
وأشاد الوزير برهم بجهود الجامعة وحرصها على تعزيز البحث العلمي، خاصة من خلال هذا المؤتمر المميز، مشيراً إلى أهمية التركيز على البحث العلمي المُنتج، والاستفادة المُثلى من إنتاجات طلبة الدراسات العليا البحثية.
وتطرق الوزير إلى واقع التعليم العالي في فلسطين والتحديات التي تواجهه، خاصةً في ظل سياسة الاحتلال الإجرامية التي تستهدف التعليم العالي في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى أنَّ "الاحتلال يعمل دائماً على قتل الأمل والمستقبل في روح شبابنا وشاباتنا، ونحن نرسل للاحتلال رسالة من قلب جامعة فلسطين التقنية بأنَّنا باقون على هذه الأرض وقادرون على حمل المسؤولية، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة وحماية التعليم".
وأضاف: نقف في جامعة خضوري اليوم لنرى إنجازات وإبداعات أبنائنا وبناتنا، مشيداً بخضوري وتميزها، لافتاً إلى الحرص الذي توليه الوزارة لدعم هذه الجامعة، خاصة وأن الاحتلال يواصل انتهاكاته بحقها، ولكنَّ التحدي الأكبر أن نحمي خضوري وأن نُعزز الإبداع والتميز والريادة لدى طلبتها.
وقال الوزير برهم: نؤكد أن العنوان للمرحلة القادمة هو التميز والإبداع، وأنّه بالعلم نبني الدولة الفلسطينية، وننتصر للشهداء والأسرى والجرحى.
بدوره استهل ا.د حسين شنك، رئيس الجامعة، كلمته بالترحيب بالمشاركين والتأكيد على أهمية المؤتمر في دعم البحث العلمي. وقال: "نجتمع اليوم في ظروف حساسة واستثنائية لنجدّد الأمل ونبث الروح في أحد أهم مكونات الحياة الجامعية؛ وهو البحث العلمي والدراسات العليا."
وأشار شنك إلى أن "تنظيم هذا المؤتمر يأتي استجابة للتحديات الحالية ولتعزيز النشاطات العلمية الرصينة لطلبة الدراسات العليا، بهدف تقليل الفجوة بين المنتج البحثي واحتياجات سوق العمل."
وفي سياق حديثه عن دور الجامعة في التعليم العالي، أكد شنك على أن "جامعة فلسطين التقنية، بوصفها جامعة للدولة، تأخذ على عاتقها توفير بيئة أكاديمية متكاملة تُحفز على الابتكار وتطوير التعليم المهني والتقني." وأوضح أن "الاستراتيجية الحالية للجامعة تركز على تأهيل القيادات الشابة المزودة بالعلم والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية."
وفي ختام كلمته، أكد شنك أن "الجامعة تظل وفية لدورها التاريخي في خدمة المجتمع الفلسطيني، وستواصل السير على هذا النهج لتعزيز مكانتها كمنارة للعلم والمعرفة. إن التزامنا بتقديم تعليم عالي الجودة والارتقاء بالبحث العلمي يمثل جزءاً من مسؤوليتنا الوطنية والأكاديمية."
وفي كلمة ا.د. مروان عورتاني، أشار إلى أهمية الجودة الأكاديمية في عملية البحث العلمي، مؤكداً على وجود حصار أكاديمي إسرائيلي على الجامعات الفلسطينية، مؤكدًا أن الحصار الأكاديمي هو الأخطر لأنه يعمل على عزل الجامعات الفلسطينية عن جامعات العالم من جهة، وفصل جامعات الوطن عن بعضها جغرافيا، الأمر الذي سيؤول بتحول الجامعات في فلسطين إلى مدراس.
ودعا أ.د. مروان إلى ضرورة العمل الجمعي على مختلف الأصعدة من أجل العمل على كسر هذا الحصار، من خلال تعزيز التعاون الدولي مع الجامعات حول العالم، وبرامج التبادل والإشراف على الرسائل العلمية، بالإضافة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل رفع لجودة الأكاديمية في الجامعات.
في ختام كلمته، أثنى عورتاني على جهود وزارة التعليم العالي في ترشيد برامج الدراسات العليا وأكد على أهمية البرامج المشتركة لزيادة الجودة الأكاديمية والتعاون الدولي.
من جانبه، أكد نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة في كلمته على أهمية تنظيم المؤتمر الثاني لأبحاث طلبة الدراسات العليا، ناقلاً تحيات محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة، مشددا على مكانة العلم والتعليم في بناء المجتمعات، والعمل والنضال الوطني للوصول إلى إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار أ. سلامه إلى دور جامعة خضوري العلمي والمجتمعي وتعزيز النضال والبناء رغم محاولات الاحتلال لهدم جهود الشعب الفلسطيني، مؤكدا على توجيهات فخامة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن" بدعم صمود المواطنين وثباتهم، مشيرًا إلى الجهود المبذولة من منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة جرائم الاحتلال وتحقيق النصر على الرغم من التحديات والمؤامرات الدولية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
بدوره أشار رئيس المؤتمر، د. سامر عرقاوي إلى أن المؤتمر يوفر منصة علمية لتبادل الأفكار والخبرات، ويعكس التزام الجامعة بتعزيز الأبحاث العلمية ودعم الابتكار." وأكد أن "كلية الدراسات العليا تلعب دورًا محوريًا في تنظيم هذا الحدث العلمي، بما يسهم في تعزيز مكانة الجامعة كمركز أكاديمي رائد، شاكر الداعمين من البنك العربي، وشركة مجمع سيلة الظهر –شداد، والكوادر الإدارية والأكاديمية الذي ساهموا في دعم وانجاح المؤتمر.
وأدار الجلسة الحوارية الأولى عميد كلية الآداب في جامعة خضوري د. أحمد عمار استضاف فيها رؤساء جامعات-ضمت كل من رئيس جامعة الزيتونة ا.د. داوود الزعتري ورئيس جامعة الاستقلال ا.د.نور الدين أبو الرب ورئيس جامعة البوليتكنك ا.د. مصطفى أبو الصفا ورئيس جامعة "خضوري" ا.د حسين شنك- ناقشوا فيها واقع الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية، والتحديات التي تواجه التعليم العالي في فلسطين، وركزت الجلسة على "دور الجامعات في تعزيز البحث العلمي وربط الدراسات العليا بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية." وشهدت الجلسة تفاعلًا واسعًا من المشاركين، الذين قدموا رؤى حول تطوير البرامج الأكاديمية لتعزيز الابتكار في الجامعات.
كما وتضمنت فعاليات اليوم الأول جلسة علمية متخصصة، تناولت قضية " تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي وأثره على الصناعة في فلسطين “، قدمها د. اسلام عمرو من الجامعة العربية الأمريكية، تبعها عقد جلسات اتاحت للباحثين عرض نتائج أبحاثهم والمشاركة في نقاشات مثمرة مع الحضور، مما أسهم في إثراء المعرفة وتوسيع آفاق التعاون العلمي.