خضوري تُحيي ذكرى الشاعر الشهيد علي فودة في ندوة ثقافية


نظمت جامعة فلسطين التقنية - خضوري، ممثلة بمركز خضوري للتوثيق الوطني ومكتبة الجامعة، ندوة ثقافية بعنوان "إني اخترتك يا وطني... الشاعر الشهيد علي فودة" بحضور كل من رئيس الجامعة أ.د. حسين شنك، ونخبة من الشعراء والأدباء والمختصين، إضافة إلى ذوي الشاعر، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية والأمنية، وطلبة الجامعة والمدارس، وعمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة. وقد استُهلت الندوة بعرض فيديو توثيقي لمسيرة الشاعر النضالية والثقافية، مستعرضًا مراحل حياته الحافلة بالعطاء الأدبي والنضالي. وخلال افتتاح الندوة التي تولى تسيرها مدير مركز التوثيق د. عبد الله السفاريني، أكد مدير مكتبة الجامعة، أ. بسام القاسم، على أهمية دور مكتبة الجامعة في إحياء ذكرى الشاعر الراحل وتنفيذ برامج ثقافية تساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية، مشيرًا إلى دور الجامعة الريادي في تعزيز الثقافة الوطنية من خلال تسليط الضوء على رموز أدبية وطنية. بدوره، رحب نائب رئيس مجلس الأمناء، م. سليمان الزهيري، بأسرة الشاعر الشهيد، مشيدًا بالدور الذي تلعبه الجامعة في الحفاظ على التراث الثقافي والوطني مستعرضاً مراحل حياة الشاعر التاريخية ومناقب الشاعر ونشأته في قرية قنير وأثر الأحداث السياسية والعدوان الصهيوني ما بعد النكبة ومحطات لجوء الشاعر في تكوين شخصيته ومضمونه الثقافي والأدبي ، وبين م. زهيري أن لفطنت الشاعر وفهمه لسياقات الواقع الفلسطيني وفاتورة الثورة ادراك للمصير الذي سيؤول اليه الشاعر بالتصفية والاغتيال من قبل الاحتلال. من جانبه أكد الأكاديمي والمؤرخ في جامعة النجاح الوطنية د. عدنان ملحم، على أهمية دور الشاعر علي فودة في النضال الوطني الفلسطيني بقوله: لقد كان علي فودة موقفًا صلبًا ضد اللقاءات مع الصهاينة، رافضًا لأي تفاوض مع من يحملون مشروعًا استعماريًا إحلاليًا. مشيرا الى أن يؤمن بأن الصهاينة بمختلف تصنيفاتهم يسعون لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه مما جعله يتخذ موقفًا لا يقبل المساومة وانه حمل سلاحه، إلى جانب قلمه في مجلة 'الرصيف'، ليدافع عن فلسطين ويعبّر عن مواقفه الرافضة للمفاوضات السياسية القائمة آنذاك. ومن خلال قصيدته الشهيرة 'إني اخترتك يا وطني'، لخّص فودة مسيرته والنضال الذي تبنّاه، مؤكّدًا على الالتزام بالوطن ورفض الاستسلام." كما أشار إلى أن هذا الموقف يُبرّر عدم حضور فودة في المشهد السياسي السائد آنذاك، لأنه كان معارضًا للمفاوضات وللخط السياسي القائم، وفضّل النضال على طريقته الخاصة من خلال الشعر والمقاومة. وفي السياق ذاته أشار الشاعر عبد الناصر وصف علي فودة بأنه حارس الثورة، وحارس الفكرة"، مشيرًا إلى أن شجرة علي فودة ألقت بظلالها على فلسطين بأكملها، ليصبح صوته حافزًا للعمل الفدائي حتى استشهاده. مبينا أن فودة، الذي لم يُحتفى به بشكل لائق في زمنه، ترك بصمة واضحة على جيل من الشعراء الفلسطينيين الذين حملوا على عاتقهم الدفاع عن الحرية والكرامة. بدوره ألقى ممثل عائلة الشهيد الشاعر يوسف فودة، كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم مع رجل عاش للكلمة الصادقة، علي فودة الذي اتخذ على عاتقه حمل أوجاع شعبه. لقد عاش الشاعر الشهيد علي فودة في زمن كانت الحاجة إلى أمثاله أكبر من أي وقت مضى". وفي نهاية الندوة، تم تكريم أسرة الشهيد تقديرًا لذكراه ودوره في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني. نبذة عن حياة الشاعر علي فودة ولد الشاعر الشهيد علي فودة في قرية قنير - حيفا سنة 1946، وهُجِّر بعد أقل من عامين إلى مخيم جنزور قرب جنين، ومن ثم انتقل أهالي المخيم إلى مخيم نور شمس في طولكرم بعد النكبة عام 1948. في سن السابعة، فقد والدته، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة ذكور مخيم نور شمس، والثانوي في مدرسة الفاضلية. تخرج من معهد المعلمين في حوارة، ثم في إربد عام 1966، ليعمل بعدها مدرسًا في أم عبهرة قرب عمّان. غادر إلى بغداد في عام 1976، حيث استمر في مسيرته الأدبية والنضالية. في صيف عام 1977، زاره الفنان مارسيل خليفة، لاختيار مقطع من قصيدة "الغضب، الفهد" في ديوانه "عواء الذئب"، التي تضمنت كلماتها: "إني اخترتك يا وطني حبًا وطواعية / إني اخترتك يا وطني سرًا وعلانية / إني اخترتك يا وطني / فليتنكر لي زمني / ما دمت ستذكرني / يا وطني الرائع... يا وطني". في أغسطس 1982، وأثناء القصف الإسرائيلي على بيروت، كان علي فودة يوزع جريدته "الرصيف" على المقاتلين، لتسقط عليه قذيفة ويصاب بجروح خطيرة، ويستشهد بعد أيام قليلة. لقب بعدة ألقاب منها شاعر الرصيف وشاعر الصعاليك وعروة بن الورد الفلسطيني.
خضوري ،فودة،ندوة