جامعة خضوري وتربية طولكرم تعقدان الملتقى الفلسطيني الخامس للرياضيات


نظمت جامعة فلسطين التقنية- خضوري بالشراكة مع مديرية التربية والتعليم في طولكرم، اليوم، ملتقى الرياضيات الخامس لتعليم وتعلم الرياضيات؛بهدف فتح نافذة واسعة على البحث والتطوير والحوار التربوي الفعال أمام المعنيين بمبحث الرياضيات، من طلبة ومعلمين ومشرفين وأكاديميين وخبراء تربويين، من خلال عرض أبحاث علمية وإجرائية، ومبادرات قابلة للتعميم في مجال تعليم وتعلم الرياضيات، وتعزز النمو المهني لمعلمي الرياضيات على المستوى الوطني. بدوره، رحّب أ.د.عورتاني باستضافة الملتقى على أرض خضوري كونها جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة الدولة التي تولي اهتماماً خاصّاً للعلوم والمعارف، فهي تعتبر هذا الأمر استحقاقاً أخلاقياً لتؤكّد دوماً أنها رافعة لمنظومة العلوم والتكنولوجيا والتربية والثقافة، مشيراً إلى أنّ الجامعات تبني دولاً، وهذه رسالة جامعة خضوري. وأوضح أ.د. عورتاني أن تنظيم الملتقى يأتي ضمناً في رؤية جامعة خضوري ورسالتها، فالرياضيات حقل مهم كونه مرتبط بالتخصصات الأخرى العلمية منها والإنسانية أيضاً، مبيّناً أن هناك تصاعدًا بينيًا واضحًا بين الرياضيات وهذه العلوم. وفي سياق متصل، أطلق أ.د. عورتاني مبادرة بتقديم إعفاء لطلبة الثانوية العامة المتقدّمين لدراسة الرياضيات في جامعة خضوري على شكل منحٍ متفاوتة تبدأ من 25%- 75% من الرسوم الدراسية، بالإضافة إلى الإعفاءات الرسمية التي تقدمها الجامعة، بهدف تحفيز الطلبة وتشجيعهم على الالتحاق بتخصص الرياضيات التطبيقية في الجامعة. وأكمل أ.د. عورتاني المبادرة بتوضيح أن الجامعة في صدد استحداث تخصص فرعي رياضيات؛ لذا يستطيع طلبة تخصصات الاقتصاد والهندسة والعلوم الأخرى الالتحاق ببرنامج فرعي رياضيات إلى جانب برنامجهم الأساسي، ليحصل على شهادة فرعي رياضيات لتخدمه خلال حياته العلمية والعملية. وأشار أ.د.عورتاني إلى ضرورة أن يكون المعلم هو الملهم والمحفّز والجاذب للتعليم، فقد أصبح هناك وسائط تعلّم تجعل من عملية التعليم التعلم متفردة نوعية متطورة، داعياً إلى بلورة برنامج شراكة مستدام فعّال بين الجامعة ومديرية التربية، بحيث يضم ندوات ومداخلات أسبوعية وغيرها على أن تكون الاحتياجات كافة المادية واللوجستية مقدّمة من خضوري؛ وذلك للارتقاء بالرياضيات ودعمها. وخلال كلمة ألقاها رئيس مركز المناهج وممثل وزير التربية والتعليم في الملتقى أ. ثروت زيدبّين خلالها أن ملتقى الرياضيات الخامس يأتي انسجاماً مع جهود الوزارة المبذولة في تحسين نوعية التعليم والتعلُم على اعتبار أن تحصيل الطلبة في هذا المبحث يعد أحد المؤشرات الرئيسة لتحقيق الأهداف وغايات الوزارة التنموية. منوهًا إلى أن الرياضيات بكل ما فيها من سحر اللغة، وجدت لتكون نمط حياة وثقافة مجتمع من حيث طرق التفكير والتحليل والتفسير بما يسهم في بناء مجتمع قادر على تحقيق أولوياته في التحرير والتنمية. من جانبها، بيّنت أ.سلام الطاهر أنالرياضيات لغة الحياة المعاصرة وعصب التقدم العلمي والتطور التكنولوجي والصناعي، وهي مرتبطة بالحياة العملية، وهي وعاء كبير يكبر مع مرور الزمن، ومبحث الرياضيات من أهم المباحث الدراسية، ومن أصعبها بما يتطلب من مهارات متنوعة ومن ذكاء وقدرات عالية في التفكير. وأشارت أ.سلام الطاهر إلى أن الملتقى يأتي في سياق تزويد المعلمين في محافظات الوطن باستراتيجيات التعلم الحديثة، وأساليب التدريس المبتكرة، والتعلم المعكوس أو المقلوب، والخرائط المفاهيمية، بالإضافة إلى توظيف الدراما في التعليم، مع مشاهدة تجارب عملية وطرق جديدة في الحل والتحليل إلى العوامل. وأوضحت أ. سلام الطاهر أنّالملتقى يوفر لهم مجالاً رحباً وفرصة طيبة لعرض ومناقشة دراسات وأبحاث وخبرات وتجارب مقترحة خاصة في الرياضيات تتمحور حول تحسين نوعية التعليم والتعلم وتبادل الخبرات مع باحثين ودارسين ومهتمين وخبراء تربويين متميزين من الوطن وخارجه، ومن ثم الخروج بتوصيات متفق عليها. التفكير في منهاج الرياضيات وقدم الخبير الياباني بروفسور ازومي نشيتاني ورقة بعنوان: "التأمل والتفكير في منهاج الرياضيات الياباني"، بيّن فيها أن معايير التدريس اليابانية تهدف أكثر إلى تعليم الأطفال قوة العيش مبيناً أن قوة العيش تساوي التوازن بين قوى المعرفة والأخلاق والجسم، وأنه من أجل العيش في مجتمع لا يتوقف عن التغيير. وقال ازومي نشيتاني:" نحتاج إلى خلق التوازن بين مستوى دراسي مؤكد وقلب غني وجسم سليم من أجل مواكبة التغييرات السريعة التي تطرأ على المجتمع، فلا يجوز الاكتفاء فقط بالمعارف المكتسبة في المدارس"، مؤكدًا على ضرورة اكتساب القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة وبناء المستقبل ومراعاة قدرات ونقاط القوة لدى كل طفل على حدى، كما وقدم استنعراضاً لبنية كتاب الرياضيات الياباني، وعرض فيلماً لجزء من حصة فعلية في الصف الأول في إحدى المدارس اليابانية. المنهاج المطور وطرائق التدريس وتحدث أ.ثروت زيد عن منهاج الرياضيات الفلسطيني المطور مبيّناً أن الرؤية تتمثل في بناء مجتمع فلسطيني يمتلك القيم والعلم والثقافة والتكنولوجيا لإنتاج المعرفة وتوظيفها في التحرر والتنمية، وقد بيّن أن مسوغات تطوير المناهج هي مواكبة التطور المعرفي والمستجدات وتلبية احتياجات الفرد والمجتمع المستقبلية. وقد أوضح زيد أن بنية الدرس في منهاج الرياضيات المطور تهيئ الطلبة لموضوع الدرس وتكشف عن الخبرات السابقة للطلبة والمفاهيم الخاطئة، وتصاغ على شكل سياق حياتي واقعي وتتيح الفرص للطلبة للعمل التعاوني والحوار. بينما قدمت مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي د. شهناز الفار عرضًا حول السبب في حب البعض لمبحث الرياضيات وكره آخرين له،ولماذا لا يرغب معظم الطلبة في دراسة الرياضيات؟. وتطرقت د.الفار إلى أن نتائج دراسة السياسات التي أظهرت الطرائق المتبعة في تدريس الرياضيات في المدارس،بالإضافة إلى التطرق للمبادئالخمسة في تعليم الرياضيات والتي من بينها البدء بسؤال أصيل مثير للتفكير أو عرض صورة وطرح سؤال عليها والاستماع لأفكار الطلبة باحترام ومحاولة تطويرها معهم (استراتيجية تنبأ، لاحظ، فسّر من أجل تعديل المفاهيم الخاطئة). المبادرات والأبحاث الإجرائية وفي مبادرة بعنوان:" ما وراء القياس"، قدمتها كل من الطالبات لمى محمود وياسمين أسامة وجنان توفيق من مدرسة بنات خديجة بنت خويلد الأساسية، هدفت إلى تقصي بعض النسب المرتبطة بصحة الطالبات وقوامها في المدرسة. وفي بحث إجرائي للباحث أكرم عسالوة بعنوان:" الخرائط الذهنية في التعليم والتعلّم للمرحلة الأساسية العليا"، استهدف (28) معلماً ومعلمّة لمبحث الرياضيات في (12) مدرسة في مديرية رام الله والبيرة. كما قدمت الباحثة خولة أبو عيشة بحثاً بعنوان: معرفة فاعلية الصف المعكوس" (FlippedClassroom) في علاج مشكلة الطرح ضمن 999 مع استلاف لدى طلبة صعوبات تعلم الرياضيات في جمعية الشبان المسلمين، مدرسة جبل جوهر بمدينة الخليل للعام (2016)، والتي توصلت إلى توصيات عدة كان من أهمها تشجيع المعلمين على استخدام استراتيجية الصف المعكوس مع بعض الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها الموهبة. فيما قدّم المعلم نائل جبران عرضاً بعنوان: طريقة ميّسرة لتحليل العبارة التربيعية، أورد فيها مقارنة بين طريقة التجريب والمقص المستخدمة في تحليل العبارة التربيعية في المنهاج الحالي وبين الطريقة الميّسرة التي تتم فيها عملية التحليل في خطوات بسيطة نسبياً. وقد قدمت الباحثتان ندين عادل وشذى جبران بحثاً بعنوان: أثر استخدام استراتيجية الاستقصاء الموجه على تحصيل الرياضيات لدى طالبات الصف العاشر الأساسي في مدارس الإناث في عنقود بيت لحم، وقد أظهرت نتائج البحث قدرة الطالبات على محاكمة أفكار الأخريات، وبالتالي أصبح لديهن القدرة على اتخاذ القرارات، وإصدار الأحكام وتبريرها اعتماداً على المعلومات الصحيحة، وزادت ثقة الطالبات بأنفسهن واعتمادهن على الذات، ومما يؤدي إلى ديمومة التعلم زيادة التحصيل الدراسي في مبحث الرياضيات. فيما قدمت المعلمة نور مجدوبة بحثاً بعنوان: أثر استخدام التعلم النشط في التحصيل الدراسي في وحدة الكسور في مادة الرياضيات لطالبات الصف الرابع الأساسي. وعلى هامش الملتقى تم تقديم عرض مسرحي هادف من فرقة براعم الصحافةالمكونة من طالبات مدرسة بنات دير الغصون، بالإضافة إلى تكريم الطلبة والباحثين المشاركين في الملتقى.