اصبح استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال جزءا اساسيا في مختلف المرافق الحياتية ومن ضمن هذه المرافق التعليم باستخدام التكنولوجيا وهو ما يطلق عليه بشكل عام التعلم الالكتروني (eLearning) انتشر التعلم الالكتروني بشكل كبير في التسعينات في دول عدة حيث اصبحت بعض الجامعات تقدم بعضا من برامجها او جزء من برامجها عن طريق التعلم الالكتروني حتى وصل الامرفي بعض الدول الى تاسيس جامعات تعتمد بالكامل على تقديم برامجها من خلال التكنولوجيا ووسائل الاتصال. جامعة فلسطين التقنية وحرصا منها على توفير كل ما هو جديد ومستجد لخدمة الطلبة، قامت بوضع رؤية تتضمن السير قدما في التعلم الالكتروني بشكل تدريجيى. فمنذ سنة ونصف قامت الجامعة بتعيين استاذ دكتور له خبرات واسعة في امريكيا والعالم العربي في مجال التعلم الالكتروني. لقد اعدت الجامعة خطة لتطبيق نظام اللتعليم الالكتروني بحيث تبتديء هذه الخطة من جعل نسبة 20% من المساقاتلقابلة لان تقدم من خلال التعلم الالكتروني مرورا باعطاء بعض المساقات كاملة من خلال التعلم الالكتروني وانتهاء بتاسيس فرع كامل لتقديم برامج كاملة من خلال التعلم الالكتروني. خلال فترة السنة والنصف الماضية عملت الجامعة ومن خلال مركز التعلم الالكتروني على عقد دورات مكثفة لمحاضري وطلبة الجامعة لتهيئتهم لاستخدام التكنولوجيا بالشكل الفعال وكذلك لمساعدتهم في تقديم المحتوى العلمي الذي يتوافق مع التعلم الالكتروني من هنا، ونتيجة للظروف الطارئة، انتقلت جامعة فلسطين التقنية - خضوري فورا من التعليم التقليدي الى التعلم الالكتروني بشكل سلس و دون صعوبات كبيرة مما أبقى طلبة الجامعة في البيئة التعليمية. هذا يسير وفق خطة اسبوعية تقدم للكادر الاكاديمي تتضمن الية العمل بشكل واضح لذلك الاسبوع. هذا ادى الى سير جميع المحاضرين على نسق واحد مما سهل على الكادر الاداري مساعدتهم بشكل سريع. بالاضافة الى ذلك، اصبح من السهل متابعة و تقييم العمل حيث يقوم مركز التعلم الالكتروني باعداد تقرير اسبوعي يبين كافة النشاطات الخاصة بالتعلم الالكتروني مما يسهل على الجامعة معالجة الفجوات مباشرة. تعتمد الخطة الاسبوعية على اعطاء طلبة الماجستير المحاضرات بشكل متزامن لجميع المساقات من خلال الزوم (zoom) المرخص حيث يكون المدرس وطلبته في المحاضرة وشرح ونقاش مباشر ولكن عن بعد, في حين تعتمد الخطة الاسبوعية على عدم التزامن لطلبة البكالوريوس والدبلوم لعدة اسباب منها عدد المساقات الكبير وعدد الطلبة , وكان السبب الرئيسي باعتماد عدم التزامن هو التخفيف عن الطلبة وذويهم وتحقيق العدالة مع الجميع, حيث أن هناك العديد من الأسر لديهم أكثر من طالب في الجامعات وهذا يحتاج الى اجهزة كافية وشبكة عنكبوتية مناسبة, فعدم التزامن يتيح للطالب الرجوع للمحاضرة في الوقت المناسب له من خلال المادة التعليمية الموجودة والفيديو المسجل. نحن جميعا نعيش لحظات غير مسبوقة وظروف استثنائية وتفرض علينا التباعد الاجتماعي وتمنع اللقاءات الوجاهية، مع ضرورة الاستمرار في العملية التعليمية، وسرعان ما اكتشف المسؤولون في العديد من الجامعات أن الطريقة الوحيدة لاستمرار العملية الاكاديمية هي الانتقال للتعلم الالكتروني والتخلي عن الصرامة أو الحياة الطبيعية ، وتحويل جامعاتهم بأكملها إلى خيار النجاح / الرسوب في محاولة لتخفيف التوترات والتعامل مع الظروف المحيطة. كان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا, المصنف رقم واحد عالميا, من أوائل الجامعات التي أعلنت أن جميع المساقات ستنتقل من نظام A-F إلى نظام النجاح / الرسوب, وهناك العديد من الجامعات المرموقة الاخرى التي اعلنت ذلك مثل : هارفارد وبرينستون وبنسلفانيا ومينسوتا بالاضافة الى العديد من الجامعات السعودية والعربية. عندما يكون النجاح والرسوب هما الخياران الوحيدان ، فهو يسمح للطالب بالتركيز على التعلم وزيادة المهارات المعرفية، ويعطي الطلاب المزيد من الفرص للمحاولة، والتحسين دون الشعور بالخوف والقلق على معدلهم التراكمي. لا شك ان هناك اسباب موجبة لاعتراض البعض على هذا النظام، والاصرار على ان تقييم الطلاب بعلامات يعد أمرًا ضروريًا للحجفاظ على الجودة الاكاديمية للجامعة, ولكن في هذه اللحظات الحاسمة من الازمة يتعين علينا جميعًا الاقرار بأن الوضع العالمي الحالي الذي نعيش فيه يتطلب منا نهجًا مختلفًا وإعطاء الأولوية للتعاطف والثقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة وربما الأشهر حيث يمر الطلبة بظروف نفسية سيئة بسبب جائحة الفيروس ولا يمكن توقع القيام بعمل جيد أثناء العزلة والتحول إلى التعلم عبر الإنترنت والتغييرات الأخرى , كما يجب مراعاة ظروف أعضاء هيئة التدريس، فالتدريس عبر الإنترنت صعب ولا يمكن إتقانه كمهارة في غضون ساعات أو أيام وستكون تقييمات العديد من الاكاديميين للطلاب غير واقعية وغير مجدية في هذا الترتيب الجديد. جامعة فلسطين التقنية - خضوري, وانطلاقا من مسؤوليتها اتجاه طلبتها والعاملين فيها ومن رؤيتها الواعية كانت من أوائل الجامعات التي اعلنت اعتماد نظام النجاح / الرسوب, وهذا ليس بجديد على الجامعة, فهي من اطلقت شعار التعليم المقاوم, فرغم العدوان الاسرائيلي واقتحاماته المستمرة لحرم الجامعة لم يستطع ان يوقف العملية التعليمية في الجامعة بقلم رئيس الجامعة أ. د. نور الدين ابو الرب