اختتمت جامعة فلسطين التقنية - خضوري مشاركتها في أعمال المؤتمر الدولي الثالث "ثنائية الأمل والطموح: ضغوط وصدمات نفسية واجتماعية يجب تجاوزها لتحقيق رفاهية المعلم وتجويد العملية التعليمية"، الذي نظمه مركز إبداع المعلم بالتعاون مع جامعة خضوري والعديد من الشركاء الإقليميين والدوليين. شهد المؤتمر حضورًا كبيرًا من ممثلي وزارات التربية والتعليم من عدة دول عربية، ومنظمات المجتمع المدني والمراكز البحثية، بهدف معالجة التحديات التي يواجهها المعلمون في ظل النزاعات المسلحة والظروف الصعبة التي تعاني منها الدول العربية.
بدوره أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر و عميد كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فلسطين التقنية - خضوري ومستشار الحملة العالمية للتعليم د. أحمد عمار، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على الدور المحوري للجامعة في تنظيم المؤتمر بالتعاون مع شركاء عرب ودوليين. وأوضح أن المؤتمر يسعى إلى تسليط الضوء على الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعلمون في الدول المتأثرة بالحروب، وتأثيرها على جودة العملية التعليمية. و أشار د.عمار إلى أن خضوري كانت شريكًا رئيسيًا في التحضيرات، حيث ترأس الدكتور عمار اللجنة التحضيرية، بينما ترأس الدكتور سامر عرقاوي اللجنة الإعلامية، بالاضافة الى اختيار كل من د. هشام شناعة عضوا في اللجنة العلمية ود.ايناس ثايت عضوا في اللجنة الإعلامية. وشدد د. عمار على أن الهدف الأساسي للمؤتمر هو تحليل الآثار المباشرة وغير المباشرة للنزاعات على المعلمين، من خلال ثلاثة محاور رئيسية: الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المعلمون، تأثير هذه الضغوط على استمرارية وجودة التعليم، والمبادرات المجتمعية الناجحة للحد من هذه التأثيرات.
في كلمة قدمها رئيس الحملة العالمية للتعليم ورئيس المؤتمر ا. رفعت الصباح، أكد أن المعلمين في الدول المتأثرة بالنزاعات يعانون من أزمات نفسية وصحية حادة نتيجة الضغوط المتزايدة، والتي تنعكس سلبًا على أدائهم وقدرتهم على تقديم تعليم ذي جودة. بدوره، استعرض وزير التربية والتعليم الفلسطيني، د أمجد برهم، التحديات الكبيرة التي تواجهها العملية التعليمية في فلسطين، خاصة في ظل الصراعات المستمرة. وأكد أن المعلمين في فلسطين يواصلون مسيرة التعليم رغم التحديات الصعبة التي تواجههم، موضحًا أن الأمل والطموح هما دافعاهم للاستمرار. من جهة أخرى، قدم د. أحمد خليفة، وزير التربية والتعليم السوداني، مداخلة عن تأثير الحرب في السودان على التعليم، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المعلمين في ظل الوضع الحالي. كما عرضت الدكتورة ماريا زكريا من الصومال الوضع الصعب في بلادها، حيث تسببت الحروب في حرمان مئات الآلاف من الطلاب من حقهم في التعليم.
في هذا السياق أكد رئيس جامعة فلسطين التقنية - خضوري ا د حسين شنك، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن الجامعة قدمت دعمًا نوعيًا للطلبة المتضررين من النزاعات في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة. وأوضح أن الجامعة بادرت منذ بداية الأزمات بفتح أبوابها للطلاب من مختلف التخصصات، بهدف توفير فرص تعليمية جديدة لهم، مؤكدًا أن حق التعليم هو حق أساسي يجب أن يُحترم حتى في أصعب الظروف. وأضاف ا.د شنك أن الجامعة ستواصل تقديم الدعم والمساهمة في تجويد العملية التعليمية رغم كل الصعوبات، مشيرًا إلى دعوته لاستضافة المؤتمر القادم على أرض الجامعة.
بذكر ان الجلسات العلمية للمؤتمر تمحورت حول الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعلمون من خلال ثلاثة حلسات كانت على النحو الاتي: -الجلسة الأولى، التي ترأسها د. محمد شاهين من فلسطين، قُدمت أربع أوراق بحثية تطرقت إلى التحديات التي تواجه المعلمين في ظل الحروب، مثل الاحتراق الوظيفي، التعليم المدمج، والضغوط النفسية لدى معلمي التعليم المهني. -الجلسة الثانية، التي ترأسها د هشام شناعة، نُوقشت تأثيرات هذه الضغوط على استمرارية التعليم، واستراتيجيات المواجهة. -الجلسة الثالثة، تناولت المبادرات المجتمعية الناجحة في مواجهة تأثيرات النزاعات على التعليم. برئاسة د. عفيف زيدان، استعرض المشاركون خلالها خمس مبادرات تربوية، من بينها مبادرة "المكتبة المجتمعية" التي قدمتها آمنة الكيالني، ومبادرة "مختبر موهبة" التي قدمتها فلسطين عزات طه.
في ختام أعمال المؤتمر، قدم المشاركون مجموعة من التوصيات الهامة، أبرزها ضرورة تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمعلمين في الدول المتأثرة بالنزاعات، وتطوير استراتيجيات تربوية لتخفيف الضغوط التي يعانون منها. كما أكدوا على أهمية تفعيل المبادرات المجتمعية التي تسهم في تحسين جودة التعليم في ظل الأزمات، ودعوا إلى ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لدعم التعليم في الدول العربية المتضررة. كما أوصى المشاركون بأن يتم تنظيم النسخة القادمة من المؤتمر في حرم جامعة فلسطين التقنية - خضوري، مؤكدين على دورها الريادي في دعم التعليم والبحث العلمي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية.