افتتحت جامعة فلسطين التقنية-خضوري فعاليات المعرض الفلسطيني للصناعات الكيميائية، تحت رعاية محافظ محافظة طولكرم أ. عصام أبو بكر، وبحضور رئيس الجامعة أ. د. نور الدين أبو الرب، ونوابه ومساعديه، ومديرة مديرية التربية والتعليم في المحافظة أ. سلام الطاهر ممثلة عن وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ومسؤولة العلاقات العامة في المحافظة أ. ميسون زريقي ممثلة عن المحافظ أبو بكر، ونائب رئيس الغرفة التجارية أ. محمد عورتاني، بالإضافة إلى أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وطلبة الجامعة، وممثلين عن الشركات والمؤسسات المشاركة، وممثلي المؤسسات الأهلية والرسمية والأمنية وعدد من المهندسين الكيميائيين.
خلال الجلسة الافتتاحية أكد أ. د. أبو الرب على أهمية هذا المعرض الذي يعكس التحدي والصمود عند الشعب الفلسطيني، من خلال إنشائه لقطاعات صناعية مختلفة ومن ضمنها الكيميائية، رغم الاحتلال ومعوقاته، مشيراً إلى أهمية القطاع الصناعي ومردوده في الناتج المحلي الإجمالي، وكونه جزءاً أساسيا ومهماً في خطة التنمية التي يسعى إليها المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى مساهمته في حل مشكلة البطالة من خلال تشغيل الأيدي العاملة التي تسهم في بناء الدولة.
وأكد أ. د. أبو الرب على أهمية الشراكة والتواصل بين المؤسسات التعليمية والقطاع الصناعي، من أجل بناء منظومة اقتصادية متكاملة، ما يعكس اهتمام الجامعات وسعيها لتمكين طلبتها، ليبتكروا فرص العمل بدلاً من انتظارها، بالإضافة إلى دورها في تشجيع الطلبة على الإبداع والعمل، مضيفاَ أن الطلبة يتبنون سياسة الجامعة الهادفة إلى تحقيق التنمية والتطوير في المجتمع.
وتطرق أ. د. أبو الرب إلى أهمية الصناعات الكيميائية، وكونها جزءاً مهماً في القطاع الصناعي الفلسطيني، رغم كافة المعيقات التي يفرضها الاحتلال، من سيطرة على المعابر والحدود، والتضييق على الحركة الإنتاجية من خلال منع استيراد وتداول الكثير من المواد الخام التي تدخل في العملية الإنتاجية، بالإضافة إلى المنافسة التي يواجهها المنتج المحلي من الصناعات الدولية والإسرائيلية، شاكراً جهود القائمين على المعرض، لرعايتهم الصناعات الكيميائية في فلسطين، ومحاولات تطوير المنتج المحلي.
بدورها نقلت أ. الطاهر تحيات وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ومباركته جهود القائمين على هذا المعرض، التي تهدف إلى بناء وتطوير قطاع الصناعات الكيميائية، ضمن محاولات رفعة وازدهار الاقتصاد القومي، وبالتالي ازدهار المجتمع الفلسطيني، ورفاهية المواطن، وذلك من خلال تسليط الضوء على واقع الصناعات الكيميائية، والتحديات أمام تطويرها.
مؤكدة على أهمية نقل وتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات التعليمية، لبناء نظام تكاملي يحقق الأهداف المنشودة، ويقدم منتجاً بمعايير ترضي المستهلك المحلي، ويصب في استقلالية الصناعات، والتخلص من التبعية الاقتصادية للاحتلال، وانعكاس النجاح في القطاع الصناعي على تشجيع المستثمرين لضخ الأموال والاستثمار في المجالات الصناعية المختلفة، ما ينعكس على دعم وتمكين المنتج الوطني أمام سيل المنتجات الأجنبية في السوق المحلي، مشيرة إلى أن معيقات الاحتلال لم تمنع جهود القائمين على القطاع الصناعي، ما يبعث الأمل في الاستقلال والدولة.
من جهته أشار أ. عورتاني إلى تطلع غرفة تجارة وصناعة طولكرم، إلى التقدم والتطور في كافة المجالات الصناعية، وخاصة الكيميائية، باعتبارها ركيزة مهمة في هذا القطاع، إذ تعد ركيزة رافعة في كثير من الدول، وهناك قصص نجاح عديدة في فلسطين وطولكرم، آملا في إيجاد صناعات ذات مقاييس عالمية قادرة على المنافسة الدولية.
ودعا أ. عورتاني إلى إنشاء مدينة صناعية تعنى بالصناعات كافة، وخاصة الكيميائية منها، بعيداً عن المناطق المأهولة، نظراً لحجم المخاطرة، وحاجتها إلى معايير خاصة، لتجنب تأثيرها على البيئة والمواطنين، مؤكداً على أهمية تحسين صورة المنتج المحلي، ومراعاة المعايير الدولية والبيئية في التصنيع، ومواجهة التحديات في ظل منع استيراد المواد الخامن ومضايقات الاحتلال.
وأضاف أ. عورتاني أن توافر خيارات الطاقة البديلة، والتطور التكنولوجي يسهل تطوير القطاع الصناعي ومنتجاته، منوهاً إلى ضرورة وضع خارطة تطوير للقطاع الصناعي، وفق أسس علمية مدروسة، وإدخال النظم التكنولوجية الحديثة في عملية التصنيع، بالتعاون مع الجامعات وعلى رأسها جامعة خضوري، التي ترعى وتحتضن التطورات في مجال الصناعات، بالإضافة إلى وضع برامج تدريب لرفع كفاءة العاملين والقائمين على القطاع الصناعي.
فيما نقلت أ. زريقي تحيات محافظ طولكرم أبو بكر، وتأكيده على دعم مثل هذه الأنشطة والفعاليات، التي من شانها دعم التعاون والتواصل بين القطاعات المختلفة، وودعم الصناعات المحلية، ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، معتبرة إياه ٌاقتصاداً مقاوماً نظراً لصموده ومقاومته للاحتلال وإجراءاته التعسفية، ودوره في تمكين صمود المواطنين، ورفد خزينة الدولة بما يحقق لها الاستقلالية المالية، وتقليل الاعتماد على الاحتلال والغير.
وأكدت أ. زريقي على سياسة الحكومة وعلى رأسها أ. د. رامي الحمد الله، في بناء الاقتصاد الوطني، ودعمه بكافة الإمكانيات والتسهيلات المتاحة، موضحة أن مؤشرات نمو الاقتصاد الفلسطيني تسجل ارتفاعاً ولو طفيفاً في مختلف المجالات.
وأوضحت أ. زريقي أن رسالة هذا المعرض هي دعم الأفكار الريادية للشباب وخاصة الخريجين، لبناء مشاريعهم الذاتية، ولأصحاب الشركات والمصانع لاحتضان هذه الأفكار ودعمها، مع متابعة وحل كل المعيقات أمام تطور المنتج الوطني.
وشملت فعاليات اليوم معرضاً ضم العديد من منتجات الشركات المتخصصة في الصناعات الكيميائية، في قطاعات الأدوية، والمنظفات، والدهانات، ومواد التجميل، كيماويات البناء، والصناعات البلاستيكية وغيرها، بالإضافة إلى ورشة عمل ناقش خلالها الحاضرون واقع الصناعات الكيميائية في فلسطين والعقبات التي تواججها القطاعات الكيميائية المشاركة.