أكد المشاركون في ورشة عمل ،عقدت في جامعة فلسطين التقنية خضوري،اليوم، تحت عنوان "مكافحة الفقر في محافظة طولكرم"، على أهمية إخضاعالمساعدات الدولية للتتوافق مع الخطط التنموية للشعب الفلسطيني، والعمل على إقامةمشاريع تسهم بتوفير فرص عمل لمختلف فئات المجتمع، وعلى ضرورة التوجه للجهات الحكومية ذات العلاقة في فلسطين ، لتتحملمسؤولياتها تجاه تطبيق قانون الضمان الاجتماعي المنصف لمختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.
وتم تنظيم الورشة بالشراكة بين جامعة خضوري ومحافظة طولكرم، ووزارة الشؤون المجتمعية ، ولجان العمل الوطني، والمنتدى العالمي للفقر، وجامعة القدس المفتوحة، ووزارة الاقتصاد ، بحضور حشد من الأكاديميين والمتخصصين والعاملين في مؤسسات من القطاع الخاص والعام والطلبة.
وفي هذا السياق اكد ممثل محافظ محافظة طولكرم، خالد الزغل على أهمية الشراكة المجتمعية بكافة أطيافها للمساهمة في تعزيز التنمية المجتمعية ووضع الخطط التنموية، والنهوض بالموارد البشرية والاقتصادية واستثمار الطاقات البشرية وتعزيز التعليم المهني والتقني.
من جانبه اوضح عميد شؤون التنمية والخدمة المجتمعية في جامعة خضوري، د. عمران عليّان، أن جامعة خضوري تعمل على الحد من أثار مكافحة الفقر من خلال تبنيها سياسة رعاية الفقراء والمحتاجين من الطلبة كل عام ضمن رؤيتها ورسالتها وهكذا تنسجم رسالة الجامعة وهدف ورشة العمل.
وخلال ورشة العمل، قدم أ. رشيـد الرامينـي، مدـيـر دائـرة الدراسـات والتنمية المجتمعية ، ورقـة بعنوان " المسؤوليــة المجتمعية للجامعــات الفلسطينيــة / تجربـة جامعة فلسطين التقنية ـ خضـوري نموذجـا" ، سلط من خلالهـا الضـوء على دور الجامعـات في مكافحـة الفقـر ، الذي يعيق التنمية ويؤرق المجتمع ، بعد أن انتشرت البطالة وزادت ظاهر الفقر في فلسطين ، جراء سياسات الاحتلال ، التي تهدف الى افقار الناس وسلب الأرض الفلسطينية ، مستعرضا ما تقدمة جامعة خضوري من برامج متعددة تسهم من خلالها في نهضة المجتمع الفلسطيني وتطويره واحداث التنمية فيه.
وأشار أ. الراميني الى جدلية العلاقة بين التعليم والشباب وأثره على الفقر ، واصفا البطالة والفقر بأنهما وجهان لعملة واحدة ، خاصة وأن الشباب في فلسطين شريحة مهمة ، لما يتمتعون به من قوة وحيوية والهام ، واعتبر الجامعات بمثابة حقول استثمار ترفد المجتمع الفلسطيني بما يحتاجه، وحض على الاستثمار في مجال التعليم باعتباره أداة تمكينية للشباب في مواجهة الفقر .
وأكد على أهمية تكامل الأدوار بين الجامعة ومختلف المؤسسات المجتمعية الأخرى في المجتمع ، موضحا دور جامعة فلسطين التقنية في ممارسة دور المسؤولية المجتمعية من خلال عماداتها الأكاديمية والبحثية ، وبما تضطلع به من دور بارز ومتميز في بناء وتنمية قدرات المواطن الفلسطيني ، بما يسهم في تمكينه من التغلب على صعوبات الحياة التي توجهه.
بدوره، بيّن رئيس جمعية لجان العمل الاجتماعي، شريف شحرور أن الهدف من عقد ورشة هو الخروج بتوصيات تساهم في الحد من مشكلة الفقر، وتسهيل برامج التنمية للفئات المهمشة، بالإضافة إلى الضغط على المؤسسات العالمية الداعمة، وخلق مشاريع وفرص للمهمشين، ومن ثم الضغط نحو العمل على ترخيص منتدى للفقر العالمي في طولكرم.
ومن جانبه، أشار ممثل وزارة الاقتصاد، رأفت أبو صاع، أن تنظيم ورشة العمل أتى بمناسبة يوم الفقر العالمي الذي يصادف يوم 17 أكتوبر ، مؤكّداً على ضرورة جمع مؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام والمجتمع المدني لإيجاد بعض الحلول للمشاكل في فلسطين، فهذا يعتبر مؤتمراً تمهيديّاً لمؤتمر كبير وواسع وشامل في فلسطين.
وبدوره، أكّد رئيس المنتدى العالمي لمكافحة الفقر نور الدين شحادة، على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما يعانيه الأشخاص الأكثر فقراً من إذلال وتهميش، فهي ناتجة عن تجربة سلبية يتعرض لها الفرد ونتيجة حكم الشخص على نفسه بالفشل، موصياً على أهمية إعادة النظر وتحسين جمع البيانات، ومؤشرات الفقر للتمكّن من قياس وفهم الفقر بأسلوب متعدد الأبعاد يساعد على فهم جيد لظاهرة الفقرة ومن ثم السماح بوضع استراتيجيات أكثر مرونة وفعالية لتجاوز الفقر بكل أشكاله.
فيما أكّدت ممثل وزارة الشؤون المجتمعية ، حنين حنون، أن وزارة الشؤون المجتمعية هي أول مؤسسة حكومية تعمل على مكافحة الفقر وتنمية الأسرة، وتختص بشكل أساسي بالفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية بالعمل مع الفئات الفقيرة والمهمشة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
بينما أشارت عضو الهيئة التدريسية وأشارت مي الشامي، في جامعة القدس المفتوحة في طولكرم، أن تنظيم ورشة العمل تأتي في سياق تحقيق رسالة الجامعة ودورها الأكاديمي في تمكين الطلبة ذوي الدخل المحدود ليصبحوا مسؤولين وقادرين على إعالة أنفسهم ودعم مجتمعهم.
وفي الختام ، خلصت ورشة العمل إلى ضرورة اعتماد فرع للاتحاد العالمي لمكافحة الفقر في فلسطين وتشكيل لجنة وطنية من مختلفالجهات ذات العلاقة ، بالإضافة إلى وضع خطط ، وتنفيذ برامج واضحة لمكافحة الفقر في فلسطين ، والاهتمام بتوفير برامج تمويل تمكن الجامعة والجامعات العامة من تقديم دورات وخدمات تطويرية مجانية للأسر المحتاجة في المجتمع.