رسالة إلى طلبة الجامعة حول الوضع الراهن ...من رئيسها أ.د. نور الدين أبو الرب


أعزائي الطلبة، بناة الغد وجيل المستقبل، أود أن أستهل كلمتي هذة بالثناء على أسرة الجامعة، لاستجابتها الواعية لتداعيات الجائحة التي طالت العالم والوطن. فكما تعلمون فقد اتخذت الجامعة ومنذ اللحظة الأولى لظهور تداعيات فايروس كورونا قراراً يحافظ على استمرار المسيرة التعليمية في الجامعة عبر تفعيل إضافي ونوعي لمنظومة التعليم والتعلم الإلكتروني، وبما يحقق الحفاظ على سلامة وصحة الطلبة وكوادر الجامعة الأكاديمية والإدارية. لقد بذلت الجامعة ومنذ استشراف الخطر الذي واكب تمدد فايروس كورونا جهوداً حثيثة لعدم حدوث انقطاع أكاديمي واتخاذ التدابير اللازمة لانجاح عملية التعليم والتعلم الالكتروني بهدف الوصول لأكبر درجة ممكنة من التفاعل بين أطراف العملية التعليمية بما يبقي الطالب محور العملية التعلمية، وبما ينسجم قرارات الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهذا الخصوص. أعزائي الطلبة، نفخر وإياكم بما حققته أسرة الجامعة في الاستجابة الواعية لتداعيات الأحداث، فقد كانت الجامعة من أوائل الجامعات التي أعلنت ومنذ اليوم التالي لإعلان حالة الطوارئ عن انتقالها الكلي إلى التعليم والتعلم الالكتروني التفاعلي، واستطاعت خلال فترة وجيزة من جعل الموديل التعليمي، منصة تفاعلية حققت نجاحاً قياسياً في فترة وجيزة بنسبة تفاعل مرتفعة على منصة “الموديل” شارك بها 85% من الطلبة. أعزائي الطلبة، لقد قامت الجامعة بسلسلة من المراجعات العميقة، لتجربة الجامعة الذاتية في التعليم والتعلم الالكتروني واستخلاص العبر من تجارب العديد من الجامعات الوطنية والجامعات العربية والعالمية واجتهاداتها في التعامل مع هذه الجائحة العالمية، بهدف إغناء التجربة وإنجاحها والنأي بالطلبة عن القلق وبما يعظم الفائدة من هذه التجربة. وبهذا الصدد فقد اتخذت الجامعة قراراً بالتوازي مع ما تم اعتماده في جامعة بير زيت والجامعة الأردنية والعديد من الجامعات العربية والعالمية والقاضي باحتساب النتيجة النهائية للطالب في أي مساق من مساقات البكالوريوس والماجستير في الفصل الأكاديمي الحالي بحيث تكون إما ناجح أو راسب، وبالتالي لن يتم احتسابها في المعدل التراكمي. ويأتي هذا القرار سعياً من الجامعة في اعتماد توجه يحقق أعلى درجة ممكنة من الإنصاف إذ أن النجاح مقترن بدرجة الجد والمثابرة والتفاعل بحيث يتطلب النجاح في مساق الماجستير الحصول على مجموع لا يقل عن 70 في الواجبات والامتحانات الإكترونية، في حين يتطلب النجاح في مساقات البكالوريوس الحصول على ممجموع لا يقل عن 60 في الواجبات والامتحانات الإلكترونية. أما بخصوص احتساب العلامات لطلبة الدبلوم فسيتم المزيد من التشاور مع الوزارة بهذا الخصوص. أبنائي الطلبة، سيكون لآلية الاحتساب المعتمدة أثر إيجابي على عموم الطلبة وسيساعد الجزء الأكبر منهم على تجاوز أي إنذار أكاديمي. أما بخصوص الجانب العملي للمساقات التي لا يمكن إنجازها الكترونياً، فسيتم تنفيذ برنامج تعويض مكثف عند انتهاء حالة الطوارئ. وبهذا الخصوص نود الإشارة إلى بعض النقاط ربما لم تكن واضحة لدى بعض الطلبة: احتساب المعدل في مادة معادة بسبب الرسوب: سيتم احتساب المعدل دون دخول نتيجة المادة المعادة في الاحتساب إذ يكتفى بنجاح الطالب فيها، وهذا يعني (أن كل طالب كان راسباً في المادة وسجلها في هذا الفصل سيرفع معدله تلقائياً بمجرد حصوله في تلك المادة على نتيجة ناجح؛ إذ أن علامة الطالب في تلك المادة لم تعد تدخل في احتساب معدله التراكمي). الأمر الذي سينعكس بالضرورة على وضعه الأكاديمي ويساعده في تجاوز عقبة رفع المعدل تجنباً للانذار الأكاديمي. احتساب المعدل في مادة معادة بهدف رفع المعدل التراكمي: يمكن للطالب الاختيار بين سحب المادة المعادة أو الاستمرار في دراستها والنجاح فيها الأمر الذي يساعده في رفع معدله التراكمي بمجرد نجاحه فيها نهاية هذا الفصل وخاصه إذا كانت نتيجته السابقة فيها تقل عن معدله التراكمي. الطلبة المتوقع تخرجهم ومعدلهم التراكمي لا يسمح لهم بالتخرج: هؤلاء الطلبة أمام خيارات تتمثل باختيارهم ما بين إكمال الفصل بحيث تكون نتيجتهم في أي مادة (ناجح، راسب)، أو ترصيد العلامات الفعلية بدلاً من (ناجح، راسب)، أو سحب الفصل مع ترصيد الحقوق المالية. وهنا نود التأكيد على ضرورة تشاور كل طالب من هذه الفئة مع المرشد الأكاديمي قبل اعتماد أي خيار وخاصة لمساعدته في فحص إمكانية رفع معدله من خلال اختيار الخيار الأول. هذا وسيتم تحديد موعد يحدد لاحقاً لاعتماد اختيارات الطلبة. طلبة الدراسة الاستدراكية: سيكون أمام طلبة الدراسات الاستدراكية خيارين أولها ترصيد علامات فعلية بدلاً من (ناجح، راسب) بهدف رفع معدلاتهم وثانيها اختيارهم سحب الفصل مع ترصيد الحقوق المالية. مع العلم أنه لن يتم احتساب هذا الفصل من عدد الفصول المسموحة في الدراسة الاستدراكية للطالب. أحبائي الطلبة، ابقوا مثابرين، وكلي ثقة بأن نجتاز معاً هذه المحنة، وسنبذل قصارى جهدنا لتطويع التكنولوجيا لخدمة مسيرة الجامعة، وسننتقل قريباً إلى التعليم المتزامن، ونحن تواقون لأي مقترح يعظم الفائدة ويقلل العقبات وبما يحافظ على الجودة الأكاديمية التي حرصنا دائماً عليها مع استعدادنا لدراسة أي حالة لم يتم الإشارة إليها أعلاه من قبل اللجنة الأكاديمية، مع تعاطينا بمرونة وإيجابية مع أي رؤية تصدر عن مجلس التعليم العالي بما يتعلق بالتعليم والتعلم الإلكتروني، مع تأكيدنا على أن تطبيق رؤيتنا هذه سيتم بما لا يتعارض مع أي قرار يصدر من من قبل مجلس التعليم العالي أو مجلس رؤساء الجامعات، آملين منكم تقديم أي ملاحظات موضوعية وبناءة إزاء رؤيتنا هذه، مع تمنياتنا لكم بالعودة إلى جامعتكم سالمين. رئيس الجامعة أ.د. نور الدين أبو الرب