نظمت جامعة فلسطين التقنية خضوري بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية ندوة علمية واحتفالية ضمن فعاليات اليوم الثاني المياه العالمي 2016 "للمياه والوظائف"، الممّول من مؤسسة التعاون الألماني "GIZ"، في مسرح الشهيد ياسر عرفات بالجامعة ، بحضور رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري أ.د. مروان عورتاني ، والقائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية أ.د. ماهر النتشة، ومحافظ طولكرم اللواء عصام أبو بكر ومدير معهد الدراسات المائية والبيئية أ.د مروان حداد، ، والمهندس رامي التيتي، منسق برنامج المياه GIZ ، وعمداء الكليات ومدراء المراكز وكادر الجامعة وسلطة المياه الفلسطينية ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة والمؤسسات غير الحكومية.
تشكيل فريق لدراسة الاتفاقيات
وفي هذا السياق بين ا.د. عورتاني أن الهدف الرئيس من الندوة في يومها الثاني هو رفع مستوى الوعي العالمي بالمخاطر والتحديات الآنية والمستقبلية في الموضوع الذي يتم اختياره عنوانا لليوم العالمي وتحفيز الحكومات والمجتمعات على تحمل مسؤوليتها في التعاطي مع تلك التحديات من خلال سن التشريعات ، ووضع السياسات والخطط ، وتحفيز الأطراف ذات العلاقة على تبني الممارسات الرشيدة في التعاطي مع المياه وعلى تقديم حلول خلاقة ومبدعة لمجابهة المخاطر التي تهدد استدامة الموارد المائية خصوصا في ظل التغيرات المناخية الجدية والمحدقة .
وقال: لكل شيء في فلسطين بعدا أخر يرتبط في نهايه المطاف بالإحتلال الإسرائيلي ومنظومة الهيمنة والسيطرة التي بسطها على أدق تفاصيل حياتنا . ويشكل ملف المياه احد أهم تجليا هيمنة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر ويستحوذ على حوالي 90% من مواردنا المائية لينعم بها المستوطنون، ويسلبها من أهل البيت الذين حرموا من ممارسة حقوقهم في الحصول المستدام والمنتظم والميسور للمياه الكامنة في بطن أرضهم.
وأضاف ا. د. عورتاني أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تعطيل الاستفادة من المياه في التنمية الزراعية للريف الفلسطيني خصوصا فيما عرف بمناطق (ج)، والذينجم عنه حرمان أبناء شعبنا من فرص العمل الكريم في القطاع الزراعي الذي يعتبر من أكثر القطاعات الاقتصادية اعتمادا على القوى العاملة.
وأشار أ.د.عورتاني إلى أنتوقيع سيادة الرئيس في باريس على الاتفاقية الدولية للتغير المناخي وعلىاتفاقية الأمم المتحدة لقانون الأغراض غير الملاحية للمجاري المائية الدوليةيشكلان نوافذ أخرى لاسترجاع بعد حقوقنا المائية.
كما طالب تشكيل فريق خبراء مشترك من أساتذة الجامعات ليعكف على دراسة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها واستجلاء طرق الاستفادة منها في سبيل انتزاع بعض حقوقنا المائية المغتصبة . إن ذلك لن يكون بالأمر السهل إلا أنه يشكل فرصة ينبغي سبر غورها بدراية وبجلد واقتدار.
إتباع إدارة فاعلة ومتكاملة
من جانبه قال أ.د. النتشة أن جامعة النجاح تعمل باستمرار على مواكبة التطورات العلمية والمستجدات المحلية والعالمية، وتسعى بشكل دائم لتسهيل التحصيل العلمي المتميز، وتبذل جهوداً حثيثة لتطوير برامج أكاديمية جديدة لتحقيق هذه الغاية.
وأوضح أن إدارة أزمة قطاع المياه في فلسطين يعتبر أمرا في غاية الأهمية، حيث يشكل غياب الحل العادل للحقوق المائية أزمة حقيقية كبيرة في مختلف محافظات الوطن، مما يتطلب منا جميعا إتباع إدارة فاعلة ومتكاملة من الأفراد والأجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة، لنصل إلى حقوقنا المائية بما ينسجم مع القوانين والمواثيق الدولية.
وأكد أن جامعة النجاح الوطنية تمد أيديها للشراكة الحقيقية مع كل الجهات ذات العلاقة. ومن هذا المنطلق جاءت ورشة العمل هذه، لنجسد من خلالها رغبتها الأكيدة في التعاون مع جامعة فلسطين التقنية – خضوري وذلك في مجالات البحث العلمي وعقد المؤتمرات وتطوير البرامج أو إنشاء برامج أكاديمية جديدة مشتركة، وفي ظل إطار من تكامل الأدوار فيما بينهما، معرباً عن سعادته لتطور جامعة خضوري على مختلف الأصعدة وخاصة ما يتعلق منها بتطوير البرامج والبنية التحتية.
تسليط الضوء على واقع المياه
من جهته اعتبر نائب مدير برنامج المياه في مؤسسة GIZ التعاون الفني الألماني GIZ م. رامز التيتي أن دعم الاحتفال بيوم المياه العالمي تحت شعار "المياه والوظائف" وتنظيم الندوات العلمية يتماشى مع أهداف برنامج المياه في المؤسسة القائم على تحسين خدمة المياه والصرف الصحي المقدمة للشعب الفلسطيني.
وأوضح ان مشروع المياه في GIZيرتكز على تنمية قدرات العاملين في قطاع المياه وهو ما سيساعد على تسليط الضوء على واقع المياه ضمن إطار تكاملي مع كافة المستويات ذات العلاقة بما فيها مؤسسات العليم التي تهتم بالتعليم التقني والتي من بين جامعتي خضوري والنجاح الوطنية. .
الجلسة الأولى
وخلال فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر التي تولّى إدارتها د.فتحي عناية، قدّم عميد كلية الزراعة في جامعة فلسطين التقنية – خضوري، د.تحسين سياعرة محاضرة حول البرامج الأكاديمية في جامعة خضوري وفرص العمل، فيما قدّمت مدير مركز الأبحاث التقنية والتطبيقيّة في جامعة خضوري، د.رنا سمارة مشاركة علمية حول إمكانات البحث العلمي المتاحة في جامعة خضوري، فيما قدّم د.سمير شديد من جامعة النجاح الوطنية محاضرة حول البرامج الأكاديمية وإمكانات البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية، واختتم محمد المصري من الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء مشاركة حول إحصائيات قطاع المياه في فلسطين.
الجلسة الثانية
كما تم خلال المؤتمر عقد جلسة علمية حول المياه والوظائف من وجهة نظر قطاع المياه الفلسطيني بإدارة مدير دائرة المشاريع والدراسات، م.حسام قصراوي، بمشاركة د.زاهر برغوثي من وزارة الزراعة الذي قدم عرضا حول التحديات والطموحات، ومن جانبه قدّم م.رايق حماد من إتحاد تزويد خدمات المياه مشاركة حول تزويد المياه والوظائف.
وخلال هذه الجلسة العلمية، قدّم م.أشرف أبو دية من بلدية قلقيلية محاضرة حول استخدامات المياه والخدمات في مدينة قلقيلية، وفي ختام الجلسة الثانية قدّم د.خلدون رشماوي من مركز الأبحاث التطبيقية في القدس مشاركة علمية حول تبني التكنولوجيا الإبداعية لزيادة فعالية استخدام المياه في فلسطين.
وفي ختام الجلسات، قدّم كل من البروفيسور نعمان مزيد من جامعة النجاح الوطنية، ود.محمود أرحيل من جامعة خضوري، والمهندس سليمان أبو غوش من بلدية نابلس، وم.يحيى صالح من مجلس خدمات المشترك لمشروع وادي الزومر مشاركة علمية حول إعادة استخدام المياه والوظائف.
وتم على هامش الاحتفالية "المياه والتوظيف" تم عقد جلسة طاولة مستدير حول الإطار القانوني لمعالجة المياه العادمة في فلسطين وذلك بمشاركة ممثلي سلطة المياه ومؤسسة التعاون الألماني GIZ وشركات دولية و أكاديميين. تم خلالها مناقشة الوضع القانوني الحالي لمعالجة المياه العادية والمعيقات التي تواجه تنفيذ القانون وتطويره حتى يحدث أثرا فعالاً في تخفيض الملوثات التي تدخل وتؤثر في نظام المياه الفلسطيني، بالإضافة تنظيم معرض للمشاريع الطلابية التي نفذها عدد من طلبة مدارس محافظة طولكرم، علاوة على تقديم عروض لوحية من قبل بلدية نابلس ومحاضري جامعة خضوري حول المياه واستخدامها ومحطات التقنية وغيرها من المشاريع العلمية ذات العلاقة بالمياه والزراعة.