نظمت جامعة فلسطين التقنية- خضوري في طولكرم تحت رعاية دولة رئيس الوزراء أ.د. رامي الحمد الله، حفلاً لتخريجالفوج الثاني والثمانين من طلبة خضوري التاريخية والفوج العاشر من طلبة الجامعة، وخريجي الفصل الصيفي وتحت اسم فوج "العالم الفلسطيني أ.د. علي نايفة"، والذي يأتي تكريماً للعلم والعلماء ووفاءً لمسيرتهم في خدمة العلم والإنسانية، وتأكيداً على أهمية العلم في البناء والتنمية كونه ثروة قومية وطنية في ظل ما يعانيه المجتمع الفلسطيني من انتهاكات وتجهيل من الاحتلال الإسرائيلي.
واحتفلت الجامعة بتخريج ما يزيد عن ألف ومئة طالبٍ وطالبةٍ من درجة البكالوريوس من كليات الهندسة والتكنولوجيا، وكلية العلوم والآداب، وكلية الأعمال والاقتصاد وكلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية وكلية مجتمع فلسطين التقنية، وبرنامج التأهيل التربوي.
وأقيم الحفل بمشاركة ممثل دولة رئيس الوزراء راعي الحفل وممثل محافظ محافظةطولكرم مصطفى طقاطقة، ووكيل وزير التربيةوالتعليم العالي الدكتور بصري صالح ممثلاً عن وزير التربية والتعليم العالي، ورئيس جامعة فلسطين التقنية "خضوري" أ.د مروان عورتاني، وضيف الشرف أ.د عدنان نايفة، شقيق الراحل العالم أ.د. علي نايفة، وأسرة الجامعة الأكاديمية والإدارية، وقيادة المنطقة، والأجهزة الأمنية، وإقليم حركة فتح، وفصائل العمل الوطني، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية وفعاليات المحافظة، وعائلات الخريجين، والطلبة الخريجين.
وفي كلمة رئيس الجامعة، أوضح أ.د. مروان عورتاني أن تسمية فوج الجامعة العاشر بفوج العالم الكرمي علي نايفة جاءت تعبيرًا عن تقدير أسرة الجامعة والمجتمع الكرمي والفلسطيني للمسيرة العلمية الزاخرة وللمكانة الدولية الرفيعة وغير المسبوقة التي تبوأها الأستاذ الدكتور على نايفة- رحمه الله- في مجال البحوث الهندسية المتقدمة والتي كان لها أثرٌ وازنٌ في العديد من حقول المعرفة.
وبيّن أ.د عورتاني أن الراحل علي نايفة جسد عبر مسيرة حياته نموذجاً ملهمًا للإبداع والإنجاز الاستثنائي والذي لم يكن ليتحقق إلا بجهد موصول وبعزيمة لا تلين وهو يغذ الخطى نحو الأعالي مستنيرًا بجذوة أمل متقد لازمته منذ طفولته.
وأوضح أ.د.عورتاني أن تخريج هذا الفوج يأتي في الوقت الذي يخوض فيه أسرانا البواسل نضالًا بطوليًا من خلال إضراب الحرية والكرامة، موجهًا باسم أسرة الجامعة وباسمكم أيها الخريجين تحية إكبار وإجلال لهؤلاء الأبطال ونطالب الكل الفلسطيني والمجتمع الدولي بمناصرتهم ودعم مطالبهم العادلة.
وحول قرار مجلس الوزراء بدمج الكليات التقنية الحكومية في خضوري بما فيها كليتي العروب ورام الله التقنية قال د. عورتاني:" ستغدو هذه الكليات جزءًا أصيلًا من كيان الجامعة، لتكون رافعة وطنيةللتعليمالتقني والتكنولوجي الحكومي".
واصفاً هذا القرار بالإجراء البنيوي الذي يحقق الترابط والتكامل بين مكونات منظومةالتعليم التقني، ويعظم من كيان الجامعة، ويعززمن قدرتها على أداء رسالتها على المستوى الوطني، مؤكداً أن خضوري ستبذل كل جهد مستطاع من أجل إنجاح هذا المسعى النبيل، وجعله نموذجاً وطنياً يحتذى به.
وخاطب أ.د. عورتاني الخريجين بالقول:" لقد ترعرعتم في أزمان تشهد انفجارًا معرفياً فلكياً تنتج فيه البشرية في دقائق معدودة أضعافَ ما أنتجته البشرية منذ بدء الحياة على هذا الكوكب، وهو ما يحتم عليكم أن تبقوا عقولكم منفتحة مشرعة مقبلة على التعلم والتجدد قادرة على التعلم الذاتي المستمر وإعادة التعلم في كل آن.
وأكد على أهمية المرونة الذهنية والتكيف المعرفي والريادة والمبادرة والقدرة على التعاطي مع بيئة عمل متجددة،لدورها الحيوي في تعزيز قدرة الشباب على الإبحار والنجاح في عالم ما فتئ يزداد تعقيدًا وترابطًا وتزاحمًا وتسارعًا.
وكشف أ.د.عورتاني أن الجامعة بذلت جهدًا متواصلًا لجعل الجامعة حاضنة للمواطنة الفاعلة المستنيرة وموئلًا للفكر والفعل الإبداعي والريادي، وأنها عملت على إثراء الحياة الجامعية وجعلها أكثر إدماجًا وأكثر فيضاً وتحفيزاً وازدهارًا من خلال العديد من النوافذ الدولية والشراكات المجتمعية والمساحات والفعاليات الفكرية والعلمية والإبداعية والريادية.
واختتم قوله:" صنعت الجامعات تاريخ دول، وغيرت معالم الحياة على كوكبنا، لنجعل من جامعتنا الحبيبة الفتية مسرعًا للانعتاق والحرية، ورافعة لبناء الدولة وشريكًا في إبداع وابتكار وصياغة مستقبل مشرق لشعبنا العظيم".
من جانبه، استهل طقاطقة حديثه بالتأكيد على التضامن مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية" إضراب الكرامة والحرية" لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، سائلاً المولى أن يعيدهم إلى ذويهم وعائلاتهم سالمين أحراراً ومحررين.
ونقل طقاطقة بدوره تحيات السيد الرئيس محمود عباس " أبو مازن" ومباركته تخريج الفوج العاشر من طلبة جامعة خضوري، مهنئاً بهذا التفوق والتميز الذي عودتنا عليه جامعة الدولة، خضوري العطاء والتاريخ، والإبداع والعلم.
مشيراً إلى الظروف الصعبة والمعقدة بسبب ما يقترفه الاحتلالُ وحكومَتُهُ العنصرية من جرائم يوميةٍ من خلال الاقتحامات ومصادرة الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات، والاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ضاربين بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية، وقوانين حقوق الإنسان، وخيرُ دليلٍ على ذلك جريمة الاحتلال بحق أسرانا الصامدين خلف القضبان.
وأكّد طقاطقة على الصمود والثبات، والإصرار على بناء المؤسسات ودحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويكون ذلك أولاً بالاستثمار بالعلم والتعليم، باعتباره مصدراً من مصادر رقي الأمم وتطورها، مشيراً إلى مسيرة التقدم التي تخطوها جامعة "خضوري" برؤيتها التطويرية نحو النهوض بواقها الأكاديمي والعلمي، ونحن نشهد لما حققته الجامعة من تميز وإبداع بحثي وعلمي وبناء العلاقات الخارجية والإقليمية، حيث نقف مجتمعين لدعم تلك المسيرة ورعايتها، نظراً لما يعود من فائدة على عموم أبناء شعبنا في كل مكان وعلى محافظة طولكرم على وجه الخصوص.
وفي سياق متّصل، أشار أ.د. عدنان نايفة إلى صعوبة الظروف التي يمر بها الأسرى البواسل خلف قضبان سجون الاحتلال واصفاً إيّاها بالمستحيلة، مؤكداّ على أهمية التضامن ودعم هؤلاء الأبطال ومساندتهم في معكرتهم نحو الحرية.
وأوضح نايفة أن طولكرم بلد العلم والعلماء التي أخرجت العديد من العلماء والمهندسين والأطباء والكفاءات العلمية المرموقة في المنطقة العربية والعالم، مشيراً إلى رحلة العلماء الفلسطينيين في الخارج، ودورهم في خدمة مجتمعاتهم في فلسطين والعالم العربي، والذين من بينهم أخيه العالم الراحل علي نايفة.
وقدّم د.عدنان نايفة نبذة موجزة عن سيرة الراحل منذ البدايات والتي التصقت بمعانات الشعب الفلسطيني التاريخية وما واجهه من تحديات الفقر والإعالة وصعوبة العيش والترحال، ودوره في إعالة الأسرة والنهوض بها، وإبداعاته وإنجازاته في المجالات العلمية ومجتمعاتها المختلفة على المستوى الإنساني العالمي والعربي بشكل خاص.
داعيًا الطلبة الخريجين إلى عدم الوقوف في مسيرتهم العلمية عند أي عائق، وأن يقتحموا الحياة بالعلم والعطاء، وأن يسهموا في بناء بلدهم وأوطانهم.
وفي سياق متّصل، بيّن د. بصري صالح أن جامعة "خضوري" غدت حاضنة للكليات التقنية، وهو ما يؤسس لرؤية واضحة المعالم لتواصل جامعة فلسطين القفزات والنجاحات التي توالت في السنوات الأخيرة بفضل استحضار إدارتها دومًا لحجم المسئولية لتأخذ دورها المفترض في رفض مسيرة التعليم العالي في فلسطين، وباستلهام واعد لما يتم عقده في الوزارة من آمال على قيام الجامعات بدورها في صياغة معالم المشهد أكاديمياً وتربوياً وسياسياً ووطنياً، وباعتبار أن الجامعات الفلسطينية ظلّت على الدوام الحرز الحامي للمشروع الوطني وبوابة العبور نحو المستقبل ليكون أكثر إشراقاً.
وقال:" إن الجامعات حجر الزاوية في إنجاز مشروعنا الوطني، وندرك أن التعليم جسر الوصول إلى ما نصبو إليه، ومن هذا المنطلق كان استحداث برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم في هذه الجامعة مكمّلاً للاهتمام بالتخصصات التقنية والتكنولوجية، وسنواصل دعم كل ما من شأنه تعزيز البرامج النوعية بإضافات نوعية، واغتنم هذه الفرصة لأشكر باسم وزارة التربية والتعليم الحكومة الفلسطينية برئاسة دولة رئيس الوزراء التي أولت تطوير التعليم اهتمامًا خاصًا، وجعلت من خلال محاور التطوير التربوي خارطة طريق للمستقبل الذي نريده لفلسطين".
وفي ختام حديثه، قدّم د. بصري صالح مباركته للطلبة وذويهم على ما حققوه من إنجاز في مسيرتهم نحو الحياة، كما شكر كادر الجامعة الأكاديمي والإداري نحو رفعة الجامعة والتعليم النوعي الذي تقدّمه.
من جانبها، ألقت الطالبة الأولى على الجامعة سهى الجمل كلمة باسم الخريجين، عكست فيها مدى فرحتها بإنجاز هذه المرحلة التي تؤسس الانطلاقة الحقيقية نحو سوق العمل والحياة والتي من شأنها أن تفتح أمامهم الآفاق نحو مستقبل مشرق، شاكرةً ذوي الطلبة والعاملين كافة في الجامعة من أساتذة وعاملين.
وخلال مراسيم تخريج أسيرين من طلبة الجامعة القابعين في سجون الاحتلال، ألقت الحاجة المناضلة أم الأسير والشهيد من مخيم جنين أم علي القنيبر، من مهجري قضاء حيفا، كلمة ألهبت فيها مشاعر الخريجين وذويهم، بيّنت فيها معاناة الأسرى في ظلمة السجن وظلم السجّان، داعيةً رب العباد ليثبّت الأسرى في معركتهم الأسطورية بإضرابهم عن الطعام.
وكانت الجامعة بدأت مراسيم التخريج بتخريج كل من الأسير يوسف خليلية، والذي قضى 14 عاماً خلف القضبان وما زال، والأسير محتسب حمدان حمايل، والذي قضى 10 أعوام في سجون الاحتلال وما زال.
أسماء الخريجين