استضافت جامعة فلسطين التقنية – خضوري في حرمها الرئيس بمدينة طولكرم، اليوم، المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن فعاليات مهرجان طولكرم الثالث "بنعمّرها"، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة طولكرم وشبكة الفجر الإعلامية وشركة جست برو إيفنت، بمشاركة واسعة من مؤسسات المحافظة الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، وبحضور عدد من الرعاة الاستراتيجيين والداعمين، إيذانا بانطلاق فعاليات المهرجان في العشرين من الشهر الجاري.
وفي مستهل المؤتمر، رحب رئيس الجامعة أ.د. حسين شنك بالحضور، مؤكدا أن احتضان الجامعة لهذا الحدث الوطني يجسد التزامها بدورها المجتمعي والوطني، ويعبر عن إيمانها العميق بأهمية الشراكات التكاملية بين مختلف القطاعات لخدمة التنمية وتعزيز الصمود الوطني.
وأوضح شنك أن انعقاد المؤتمر في جامعة خضوري يأتي في وقت يمر فيه شعبنا بفصل صعب من فصول المعاناة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مدينة طولكرم بدورها لم تكن بمنأى عن سياسة العقاب الجماعي التي طالت مختلف نواحي الحياة خلال العامين الماضيين. وأضاف أن “مهرجان بنعمّرها” يمثل تجسيدا للإرادة الجمعية وللشراكة البناءة التي تهدف إلى إعادة النهوض وتجاوز التحديات.
وبين رئيس الجامعة أن خضوري، رغم الظروف القاسية، واصلت أداء رسالتها التعليمية والبحثية، مؤكدة إيمانها بأهمية التفاعل المباشر في تحقيق كفايات التعليم، ومواصلة دورها في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية. كما أشار إلى أن الجامعة حققت حضورا متزايدا في التصنيفات الأكاديمية الدولية، ووسعت برامجها الأكاديمية لتلبية حاجات السوق الفلسطينية، منطلقة من رسالتها في إعداد كفاءات قادرة على خدمة الوطن والمجتمع.
وفي ختام كلمته، وجه أ.د. شنك الشكر للمنظمين والرعاة والشركاء، مؤكدا أن جامعة خضوري ستبقى منبرا مفتوحا لكل مبادرة وطنية تسهم في التنمية والبناء، وأنها ستواصل دورها في دعم كل جهد يكرس ثقافة العمل والإبداع على طريق التحرر وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جانبه، أثنى محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل على دور الجامعة في احتضان الفعاليات الوطنية، معتبرا أن مهرجان "بنعمّرها" هو مساحة للتعاون بين كل مكونات المحافظة. وقال كميل في كلمته إن "الإعمار لا يكون بالحجر فقط، بل بالإرادة التي لا تنكسر"، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني، رغم الجراح العميقة التي خلفها العدوان في غزة وطولكرم، سيواصل مسيرة النضال والبناء.
وأضاف المحافظ أن الاقتصاد الوطني هو عماد الصمود، وأن تقويته تعد أحد مرتكزات التحرر، داعيا إلى دعم المنتج الوطني وتعزيز الاقتصاد المحلي بما يسهم في مواجهة التحديات التي فرضها الاحتلال. كما حيا المحافظ الغرفة التجارية، وشبكة الفجر الإعلامية، والبنك الوطني، وجميع الشركات المشاركة، مشيرا إلى أن المهرجان بمشاركة أكثر من 55 شركة يمثل نموذجا حيا للتكامل الوطني بين القطاعين العام والخاص.
بدوره، أعرب رئيس غرفة تجارة وصناعة طولكرم السيد قيس عوض عن اعتزازه بانطلاق فعاليات المهرجان من جامعة خضوري، هذا الصرح الأكاديمي الذي يحتضن العلم والإبداع، مشيرا إلى أن المهرجان يأتي تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" وبمشاركة وطنية واسعة تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز حضور المنتج الفلسطيني في السوق المحلية والعربية.
وقال عوض إن الغرفة التجارية تسعى من خلال هذا الحدث إلى "تجسيد روح الشراكة الوطنية بين قطاعات التعليم والاقتصاد والمجتمع"، موضحا أن مهرجان "بنعمّرها" سيضم أكثر من خمس وخمسين شركة ومصنعا فلسطينيا من مختلف القطاعات الإنتاجية، ليشكل بذلك تظاهرة اقتصادية ووطنية جامعة تحت شعار “بنعمرها سويا”.
وفي كلمته، ثمن رئيس بلدية طولكرم د. رياض عوض دور الشركاء والمنظمين، مؤكدا أن المهرجان يجسد روح التعاون والتكامل بين مؤسسات المحافظة، في مواجهة آثار العدوان والحصار الذي طال طولكرم منذ منتصف عام 2022. وأشار إلى أن هذه الفعالية تمثل رسالة تحد وإصرار على البناء والعمل المشترك لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال وتعزيز صمود المواطنين.
أما كلمة الرعاة الاستراتيجيين، فقد ألقاها السيد زاهر براهمة، مدير منطقة الشمال في البنك الوطني، الذي أكد التزام البنك بدعم المبادرات الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المحافظات، مشيرا إلى أن 52 بالمائة من أرباح البنك تم توجيهها لدعم جهود الإغاثة في قطاع غزة والمناطق المتضررة. وشدد برلعمة على أن “الاستثمار في الإنسان الفلسطيني هو أعظم استثمار”، داعيا إلى توسيع نطاق المبادرات الوطنية وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية.
وفي ختام المؤتمر، تم الإعلان عن توقيع الاتفاقيات مع الرعاة والداعمين الرسميين، إيذانا بانطلاق فعاليات المهرجان في العشرين من الشهر الجاري، وسط إجماع الحضور على أن الشراكة مع جامعة فلسطين التقنية – خضوري تشكل نموذجا وطنيا يحتذى به في العمل الجماعي لخدمة التنمية والمجتمع الفلسطيني.