خضوري تنظم المؤتمر الدولي السادس للزيتون بمشاركة علمية ودولية فاعلة


نظمت جامعة فلسطين التقنية–خضوري، في مقرها الرئيس في طولكرم المؤتمر العلمي الدولي السادس للزيتون في فلسطين، بمشاركة واسعة من الخبراء والباحثين والمختصين، وبحضور رئيس الجامعة ومحافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل، ووكيل وزارة الزراعة المهندس بدر الحوامدة، ومدير عام هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد اشتيوي، وممثلي مؤسسات الشراكة، وكادر الجامعة وطلبتها والذي يأتي انسجاماً مع دور الجامعة التاريخي في خدمة القطاع الزراعي، وتعزيز البحث العلمي الداعم لصمود المزارعين وتنمية الاقتصاد الوطني. واستهلت فعاليات المؤتمر الذي تولت عرافته ديانا فريجية بكلمة لرئيس المؤتمر أ.د. مازن سلمان، الذي رحب بالحضور مؤكداً أن قطاع الزيتون يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، إذ يوفر فرص عمل لآلاف الأسر، ويرفد الصناعات الغذائية، ويُعد جزءاً أصيلا ًمن الهوية الفلسطينية. وبينما أشار إلى التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع بفعل تغيّر المناخ وارتفاع التكاليف والصعوبات التسويقية. وشدد ا.د. سلمان على أهمية المؤتمر بوصفه محطة علمية تجمع الخبراء والباحثين والمزارعين لتبادل المعرفة وبحث أحدث الأساليب في الزراعة والعصر والجودة. دعا ا.د. سلمان إلى تطوير أصناف مقاومة للجفاف والآفات، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية والمزارعين، سعيا لبناء رؤية وطنية شاملة قادرة على دعم استدامة قطاع الزيتون. كما وجه شكره للجان المنظمة والجهات الداعمة، وختم مؤكداً أن نتائج المؤتمر ستسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية والعلمية لشجرة الزيتون في فلسطين. بدور إلى رحب رئيس الجامعة أ.د. حسين شنك بالمشاركين مبيناً الدور التاريخي الذي حملته خضوري منذ تأسيسها عام 1930 في خدمة الزراعة الفلسطينية، مؤكداً أن الجامعة ما تزال حارسة للمعرفة والأرض، وأن مؤتمر الزيتون السادس هو امتداد لهذا الإرث المتجذّر. وأوضح شنك أن الجامعة شهدت خلال العام قفزات نوعية في التصنيفات العالمية، إلى جانب إنجازات طلبتها في مسابقات عربية ودولية، ما يعكس وضوح رؤيتها وقوة منظومتها البحثية. كما بين ا.د.شنك أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل ظروف وطنية استثنائية تمسّ القطاع الزراعي وشجرة الزيتون تحديداً، فيما جدد تأكيده على أن خضوري ماضية في ربط البحث بالواقع من خلال أوراق علمية وتوصيات قابلة للتطبيق. واختتم مثنيا على المعرض الموازي للمؤتمر ودوره في تجسيد الشراكة بين مؤسسات الإنتاج والمعرفة. وفي سياق متصل، نقل المحافظ اللواء د. كميل تحيات فخامة السيد الرئيس محمود عباس " ابو مازن"، مشيراً إلى اهمية المؤتمر والاهتمام بشجرة الزيتون والتي تعتبر رمزاً للهوية الوطنية، ورمزاً اقتصادياً وسياسياً ورمزاً للسلام، حيث نتذكر حين قال الشهيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة، جئتكم احمل غصن الزيتون في يد والبندقية في يد أخرى، كدلالة على أهمية شجرة الزيتون. وتابع:" شجرة الزيتون هي أكبر من عمر الاحتلال، فيما اهتم الإنسان الفلسطيني بها من خلال تحدي الاحتلال، وفي المقابل يصمد الفلاح والمزارع الفلسطيني في مواجهة جريمة الاحتلال بحق هذه الشجرة وبحق الأرض الفلسطينية. وأضاف: ما يقدم من زخم الاوراق البحثية، يدلل على أهمية قطاع الزيتون، وانطلاق هذا المؤتمر بنسخته السادسة دليل على اهتمام جامعة خضوري بالقطاع الزراعي والتي تنطلق من هويتها الزراعية". ونوه المحافظ إلى أن اعتداءات الاحتلال والمستوطنين لن تزيد شعبنا إلا صبرا وثباتا للبقاء على هذه الأرض من خلال الاصرار على خدمة الأرض وفلاحتها وزراعتها، حيث هناك العديد من القصص التي نعتز بها. وأشار المحافظ اللواء د. كميل إلى الاعلان السابق عن تشكيل لجان الحماية من أبناء شعبنا والعاملين بالسلطة الوطنية لمواجهة اعتداءات المستوطنين. من جانبه، كشف مدير عام الشمال في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ا. مراد اشتيوي حجم التحديات التي تواجه الأراضي الزراعية في فلسطين، وعلى رأسها اعتداءات المستوطنين ومنع الوصول واقتلاع الأشجار، حيث شهد هذا العام اعتداءات مضاعفة واوسع واشد دموية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال. وأوضح أن الهيئة تعمل بالتعاون مع المؤسسات الشريكة على توفير الحماية للمزارعين وتوثيق الانتهاكات، مؤكدا أن الزيتون هو خط دفاع أول في معركة الأرض والهوية، مما يستوجب كما ألقى وكيل وزارة الزراعة المهندس بدر الحوامدة كلمة أوضح فيها أن الوزارة تواصل العمل من خلال برامج الاستجابة العاجلة لدعم المزارعين في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين، مشيراً إلى الاعتداءات التي طالت الأراضي الزراعية واقتلاع آلاف الأشجار، إضافة إلى التحديات المناخية التي أثرت على الإنتاج. واستعرض الحوامدة جهود الوزارة في مبادرات الأمن الغذائي، والاستجابة العاجلة، وتخضير فلسطين، وإعادة إعمار قطاع غزة. كما شدد على أهمية تطوير قطاع الزيتون عبر المشروعات الوطنية والشراكات البحثية مع الجامعات، وفي مقدمتها خضوري، داعياً الباحثين إلى صياغة حلول عملية قابلة للتنفيذ تخدم المزارعين وتدعم الإنتاج والجودة. وبعد انتهاء الكلمات الرسمية، افتتح على هامش المؤتمر معرض الزيتون السادس الذي ضم عشرات الجمعيات التعاونية ذات العلاقة والشركات الوطنية والمشاريع الريادية والمشاتل المختصة في قطاع الزيتون. وشكل المعرض مساحة لعرض الابتكارات الزراعية وتقنيات العصر والجودة ومدخلات الانتاج والمنتجات الريفية المرتبطة بزيت الزيتون، كما أتاح للمشاركين الاطلاع على منتجات محلية تعكس التطور المتنامي في هذا القطاع الحيوي والهام، بما يعزز الرابط بين المعرفة العلمية والممارسة العملية وتعزيز القطاع التعاوني الفلسطيني من خلال الترويج للجمعيات وعرض منتجاتهم من خلاله. وبالتوازي مع الفعاليات الإرشادية والمعرض، انطلقت الجلسات العلمية لليوم الأول، حيث قُدمت مجموعة من الأوراق البحثية التي ناقشت قضايا الإنتاج والجودة والاستدامة. ففي الجلسة الأولى، التي ادارها ا.د. نواف ايو خلف، استعرض الباحث Mehmet Ulas أثر طيف الإضاءة LED على نمو شتلات الزيتون، مبيناً فعالية أنماط محددة في تعزيز النمو. وتناول د. محمد جوابرة مصادر المعلومات الزراعية لدى المزارعين ومستوى مشاركتهم في الإرشاد في قرية إماتين، فيما قدم فياض فياض وعدي حسين عرضين حول أثر الاحتلال الإسرائيلي على قطاع الزيتون وتعزيز قدرة مزارع الزيتون على التكيّف المناخي. كما ناقش الباحث رامز عبيد واقع معاصر الزيتون والتحديات التي تواجهها، بينما عرض تغريد شحادة من مؤسسة المواصفات والمقاييس ورقة علمية حول دور المؤسسة في قطاع الزيتون. أما الجلسة الثانية، التي تولت ادارتها أ.د. رائد الكوني فقد تناولت أحدث الاتجاهات في إدارة آفات الزيتون، حيث عرض الباحثون رؤى متقدمة حول الغزو القادم لآفات جديدة وسبل الابتكار في المكافحة، اذ قّم الفريق البحثي بقيادة Francesco Porcelli ومحمد القرنة تقييما لفاعلية المصائد الجماعية في مكافحة ذبابة ثمار الزيتون فيما عرض عدي حسين بحثاً حول تأثير المركبات الطيّارة الناتجة عن تحفيز النبات على التنوع الحيوي فوق الأشجار، في حين ناقش أحمد العمري التنوع الوراثي لأشجار الزيتون الفلسطينية، قبل أن يستعرض أحمد الأشقر ظاهرة تبادل الحمل وأثرها على الإنتاجية. واختتمت الجلسة بحوار علمي تناول آفاق تطبيق هذه الأبحاث في الواقع الزراعي الفلسطيني. وبهذا اختتم اليوم الأول من مؤتمر الزيتون السادس بمحاور علمية غنية ومعرض حافل بالمشاركات، وسط تأكيد من الجامعة والجهات الشريكة على استمرار العمل المشترك لتعزيز صمود المزارعين وتطوير هذا القطاع الوطني الاستراتيجي.
زيتون ،علمية،سادس